مودريتش يختتم رحلته مع ريال مدريد وينتقل رسميًا إلى ميلان: فصل جديد في مسيرة الأسطورة الكرواتية

كتب النجم الكرواتي لوكا مودريتش فصل الختام في مسيرته الأسطورية مع نادي ريال مدريد، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة ستقوده إلى الدوري الإيطالي من بوابة نادي ميلان، جاء هذا الإعلان عبر المدرب ماسيميليانو أليجري، المدير الفني لنادي ميلان، الذي أكد رسميًا خلال مؤتمر صحفي أن مودريتش سينضم إلى صفوف الروسونيري بعد نهاية مشاركته مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
مودريتش يختتم رحلته مع ريال مدريد وينتقل رسميًا إلى ميلان
قال أليجري أمام وسائل الإعلام وهو يبتسم بثقة: “نحن بانتظار لوكا في أغسطس، هو لاعب استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لا يحتاج إلى تقديم، فهو يمتلك خبرة كبيرة وشخصية قيادية ستضيف الكثير إلى وسط ميدان الفريق”
وأضاف: “نحن نخطط للعب بثلاثي في خط الوسط، وسنعيد ترتيب الأدوار داخل الملعب بما يتناسب مع قدرات لاعبينا، ومودريتش سيكون أحد المفاتيح الأساسية في هذه المعادلة”
إعلان انضمام مودريتش إلى ميلان تزامن مع خروجه رسميًا من ريال مدريد بنهاية الموسم، بعد أكثر من 12 عامًا داخل أسوار قلعة “سانتياجو برنابيو” خلال هذه الحقبة، لم يكن مودريتش مجرد لاعب وسط، بل كان القلب النابض للفريق وواحدًا من أبرز صانعي أمجاده الحديثة.
حقق مودريتش مع ريال مدريد كل ما يمكن تحقيقه: خمس بطولات لدوري أبطال أوروبا، ثلاث بطولات للدوري الإسباني، أربع بطولات لكأس العالم للأندية، وعدد كبير من الكؤوس الأخرى المحلية والدولية كما حصد الكرة الذهبية عام 2018 بعد قيادته منتخب بلاده كرواتيا إلى نهائي كأس العالم، في إنجاز غير مسبوق.
رحيل مودريتش عن مدريد كان محمّلاً بالكثير من المشاعر، سواء لدى الجماهير أو في صفوف زملائه اللاعبين فقد كان مثالًا للاحتراف، واللاعب الذي لم يتوقف عن العطاء رغم تقدمه في السن، بل حافظ على مستواه وفعاليته داخل الملعب حتى آخر لحظة له بالقميص الأبيض.
الآن، تتجه أنظار عشاق الكرة الإيطالية إلى أغسطس، الموعد المرتقب الذي سيرتدي فيه مودريتش قميص ميلان رسميًا التوقعات كبيرة، والتحديات لا تقل أهمية، فالدوري الإيطالي يتميز بأسلوب مختلف من اللعب، يعتمد على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي، وهو ما يتطلب انسجامًا سريعًا من النجم الكرواتي مع أسلوب الروسونيري.
ويبدو أن إدارة ميلان تراهن على خبرة مودريتش الكبيرة في الملاعب الأوروبية، ليس فقط لإضافة عمق فني للفريق، بل أيضًا لتوجيه اللاعبين الشباب ورفع مستوى الأداء الجماعي، خاصة في بطولة دوري أبطال أوروبا التي يسعى النادي لاستعادة بريقه فيها.
بالتوازي مع هذا الحدث، تتجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية إلى المباراة المرتقبة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد ضمن منافسات كأس العالم للأندية 2025، والتي ستقام على ملعب “ميتلايف” الشهير في ولاية نيوجيرسي الأمريكية وقد أسندت لجنة الحكام إدارة هذه المواجهة إلى الحكم الدولي البولندي سيمون مارسينياك، الذي يُعد من أبرز الأسماء في عالم التحكيم مؤخرًا.
مارسينياك اكتسب شهرة عالمية بعد إدارته نهائي كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا، ثم نهائي دوري أبطال أوروبا 2023، ما يعكس حجم الثقة التي يحظى بها في المباريات الكبرى وتعد مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريد مواجهة ثأرية وتاريخية، نظرًا للصراع الطويل بين الفريقين على الساحة الأوروبية، وهي مواجهة تُنتظر بشغف في أوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي.
عودة إلى قصة مودريتش، فإن هذه الخطوة الجديدة في مشواره الكروي لا تبدو فقط انتقالًا رياضيًا، بل قد تحمل بعدًا أعمق، يتمثل في كيفية إعادة صياغة شخصية ميلان التكتيكية على ضوء وجود لاعب يملك هذا القدر من الذكاء والخبرة فقد أظهر مودريتش على مر السنين قدرة فائقة على التكيف مع أنظمة لعب مختلفة، سواء في ريال مدريد أو منتخب كرواتيا، وهو ما يمنح ميلان مرونة إضافية وتعددًا في الخيارات.
كما أن وجوده سيمنح الدوري الإيطالي جرعة من الإثارة الإضافية، في ظل منافسة محتدمة بين فرق مثل إنتر ميلان، يوفنتوس، ونابولي ومن المتوقع أن تكون مدرجات “سان سيرو” ممتلئة في أول ظهور رسمي له مع الفريق، في مشهد سيحمل رمزية كبيرة لنجم اختار أن ينهي مشواره في أحد أكبر أندية أوروبا.
لوكا مودريتش لا يغلق فقط صفحة من المجد مع ريال مدريد، بل يفتح أبواب التحدي من جديد في أرض جديدة، حاملاً معه خبرات لا تُقدّر بثمن وطموحًا لا يعرف الانكسار الكرة الآن في ملعبه، ليواصل صناعة التاريخ ولكن بلون جديد، وبروح لا تزال متعطشة للبطولات.