تُعدّ مشكلة الأرق من أكثر الاضطرابات شيوعًا في العصر الحديث، حيث يعاني منها العديد من الأشخاص نتيجة التفكير المستمر والقلق. لذلك، ظهرت تقنيات علمية تهدف إلى تحسين جودة النوم، ومن أبرزها “طريقة القلق البناء” (Constructive Worry Sleep Method). هذه الطريقة، التي طورها الدكتور كولين كارني، أستاذ علم النفس ومدير مختبر النوم والاكتئاب في جامعة رايرسون، تهدف إلى مساعدة الأفراد على التعامل مع قلقهم بشكل فعّال قبل النوم.
ما هي طريقة القلق البناء؟

تعتمد هذه الطريقة على تخصيص وقت محدد في المساء، قبل النوم، لكتابة المخاوف والقلق المتعلق باليوم التالي. يتم ذلك من خلال تقسيم الورقة إلى عمودين:
- القلق: كتابة المخاوف أو القضايا المقلقة.
- الحلول: تحديد خطوات عملية للتعامل مع هذه المخاوف.
يُشجع هذا التمرين على معالجة القلق بشكل مسبق، مما يقلل من تأثيره على النوم ويساعد في تحسين جودته
كيف يمكن تنفيذ هذه طريقة القلق البناء؟
لتطبيق طريقة القلق البناء بفعالية، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- تخصيص 15 دقيقة في المساء: قبل ساعتين من النوم، خصص وقتًا لكتابة مخاوفك.
- كتابة المخاوف: دون ثلاث مخاوف رئيسية تشعر بالقلق حيالها.
- تحديد الحلول: اكتب بجانب كل قلق خطوة عملية للتعامل معه.
يُفضل استخدام الورق والقلم بدلاً من الأجهزة الإلكترونية لتجنب التأثيرات السلبية للشاشات على النوم.
هل هذه طريقة القلق البناء فعّالة؟
أظهرت الدراسات العلمية فعالية طريقة القلق البناء في تحسين جودة النوم. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في 2018 أن الأشخاص الذين كتبوا قائمة بالمهام التي يجب عليهم إنجازها في اليوم التالي ناموا أسرع من أولئك الذين كتبوا عن يومهم السابق. كما أظهرت دراسة أخرى أن هذه الطريقة تساعد في تقليل التفكير المفرط قبل النوم، مما يسهم في تحسين سرعة النوم وجودته.
نصائح إضافية لتحسين جودة النوم

إلى جانب تطبيق طريقة القلق البناء، يُنصح باتباع بعض العادات الصحية لتحسين جودة النوم:
- ممارسة التأمل: يساعد التأمل في تهدئة العقل والاسترخاء قبل النوم.
- إنشاء روتين ليلي: تحديد وقت ثابت للنوم وممارسة أنشطة مريحة مثل القراءة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- تهيئة بيئة النوم: ضمان أن تكون غرفة النوم هادئة، مظلمة، ودرجة حرارتها مناسبة.
تُعدّ طريقة القلق البناء أداة فعّالة للتعامل مع القلق وتحسين جودة النوم. من خلال تخصيص وقت محدد لكتابة المخاوف وتحديد الحلول، يمكن تقليل تأثير القلق على النوم. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح باتباع عادات صحية أخرى مثل التأمل، إنشاء روتين ليلي، وتهيئة بيئة النوم لتحقيق أفضل النتائج.
إذا كنت تعاني من الأرق أو القلق المستمر، يُمكنك تجربة هذه الطريقة كجزء من روتينك اليومي. قد تجد أنها تساعدك في الحصول على نوم هادئ ومريح.