قضية فينيسيوس تقلق ريال مدريد: خلاف مالي يعقد تجديد العقد رغم التألق

كشفت صحيفة ذا أتلتيك البريطانية الموثوقة عن تطورات غير متوقعة داخل أروقة نادي ريال مدريد، بخصوص ملف تجديد عقد الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور، والذي كان يعتقد سابقًا أن مسألة تمديده حتى عام 2030 مسألة وقت فقط، قبل أن تظهر خلافات مالية تهدد بعرقلة الاتفاق بين الطرفين.
التقرير الذي نُشر مؤخراً أعاد فتح ملف اللاعب، الذي يُعد أحد أعمدة الفريق الملكي منذ انضمامه إلى صفوفه، خاصة بعد تألقه الملفت في السنوات الأخيرة، ومساهماته في تحقيق الألقاب، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا.
تفاصيل الخلاف: الفجوة المالية هي العائق الأكبر
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن المفاوضات بين ريال مدريد وفينيسيوس جونيور تعطلت مؤخرًا بسبب خلاف واضح حول الشروط المالية، حيث:
- يتقاضى فينيسيوس حاليًا راتبًا سنويًا صافيًا يبلغ 10 ملايين يورو
- بينما يطالب اللاعب ووكيله براتب يتجاوز 30 مليون يورو سنويًا شاملة المكافآت والحوافز
- هذا الرقم يفوق راتب كيليان مبابي، المنضم حديثًا إلى النادي، والذي يبلغ حوالي 15 مليون يورو سنويًا
ويصر اللاعب البرازيلي على أن مكانته في الفريق، وأرقامه الفردية، وتأثيره الحاسم، تؤهله للحصول على أعلى راتب داخل غرفة الملابس.
سياسة النادي: التوازن المالي فوق كل شيء
من جانبها، تتمسك إدارة ريال مدريد، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، بـ سياستها المالية الحذرة، التي تحرص على:
- الحفاظ على استقرار الميزانية
- تجنّب الدخول في دوامة مزايدات فردية
- الموازنة بين عقود النجوم الحاليين مثل مبابي، بيلينغهام، ورودريغو
- الالتزام بمبدأ “المنظومة قبل الأفراد”
ورغم استعداد النادي لرفع راتب فينيسيوس إلى ما يقارب 18–20 مليون يورو، إلا أنه يرفض القفز إلى حاجز 30 مليون يورو، خوفًا من التأثير على سلم الرواتب وإثارة مشاكل داخل غرفة الملابس.
عقد مستمر حتى 2027.. لكن القلق يتصاعد
يمتد عقد فينيسيوس الحالي مع ريال مدريد حتى صيف 2027، ما يمنح النادي بعض الوقت للمناورة. لكن داخل الإدارة، هناك قلق مشروع من تأجيل التمديد أكثر، لأن:
- اللاعب سيكون حرًا في التفاوض مع أي نادٍ في يناير 2027
- رحيله مجانًا سيُجبر الريال على خسارته دون مقابل
- وقد يحصل على مكافأة توقيع ضخمة من نادٍ آخر، كما حدث مع كيليان مبابي سابقًا في باريس
ولهذا، يعتقد بعض الأصوات داخل النادي أن التفكير في بيع فينيسيوس خلال صيف 2026 أو حتى صيف 2025، قد يكون الخيار الأنسب اقتصاديًا وفنيًا.
أرقام فينيسيوس مع ريال مدريد
منذ انضمامه إلى النادي في 2018، أصبح فينيسيوس أحد أهم اللاعبين في التشكيلة الملكية، وهذه أبرز أرقامه:
الإحصائية | القيمة |
---|---|
عدد المباريات | 322 مباراة |
عدد الأهداف | 106 هدفًا |
عدد التمريرات الحاسمة | 83 تمريرة |
الألقاب مع النادي | 14 لقبًا |
العمر | 25 عامًا |
موقف فينيسيوس: فخور لكنه يطالب بما يستحق
تشير مصادر مقربة من اللاعب أن فينيسيوس لا يفكر حاليًا في مغادرة النادي، ويشعر بأنه في بيته داخل سانتياغو برنابيو. ومع ذلك، فإنه يشعر بأن التقدير المالي لم يتناسب بعد مع دوره الحقيقي في الفريق.
اللاعب يعلم أن تعاقد النادي مع مبابي، ومنحه راتبًا كبيرًا، سيؤثر على ملفه، وقد يطالبه البعض بتخفيض مطالبه، لكنه يرى أن التاريخ الحديث يثبت أنه كان “رجل اللحظات الكبرى” في المواسم الماضية.
ردود فعل جماهيرية منقسمة
- بعض جماهير ريال مدريد ترى أن فينيسيوس يستحق التقدير المالي الأعلى، خاصة بعد موسمه الاستثنائي الأخير
- في المقابل، تدافع فئة أخرى عن سياسة النادي، مشددة على أهمية عدم تجاوز الخطوط الحمراء في الرواتب
وبين هذا وذاك، يبقى النادي مطالبًا بإدارة الملف بذكاء دبلوماسي ومهني يضمن الاحتفاظ باللاعب، دون الإضرار بالتوازن العام.
هل يمكن أن يتكرر سيناريو “راموس – كاسياس – رونالدو”؟
شهد ريال مدريد في العقدين الأخيرين خروج عدد من أبرز أساطيره بسبب خلافات مالية أو فنية، مثل:
- كريستيانو رونالدو (2018)
- سيرجيو راموس (2021)
- إيكر كاسياس (2015)
وقد يخشى جمهور الفريق من تكرار نفس السيناريو مع فينيسيوس، إذا لم يتم التوصل إلى حل مرض للطرفين.
حينما يصبح المال محور النقاش في بيتٍ مليء بالبطولات، يتعين على العقل أن يتحدث قبل العاطفة، فينيسيوس نجم لا خلاف عليه، لكن ريال مدريد كيان لا يخضع لضغوط الأفراد، فهل ينجح الطرفان في صياغة معادلة تضمن الاستمرار دون كسر قواعد المؤسسة؟ أم أن الغموض الحالي هو مجرد مقدمة لانفصال غير متوقع في الصيف القادم؟