الاكتئاب أسبابه، تأثيراته على الصحة النفسية والجسدية، وسبل الوقاية والعلاج الفعّالة

يمر الإنسان أحيانًا بمحن وصدمات كثيرة خلال حياته، وفي لحظات الحزن العميق قد يعبّر عن حالته بقول إنه “مكتئب”. لكن الاكتئاب لا يقتصر على مجرد حزن شديد نتيجة تجربة مؤلمة، بل يتعدى ذلك بكثير. وسنستعرض في هذا المقال جميع الجوانب المتعلقة بالاكتئاب: تعريفه، وأعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه، ومخاطره، وغير ذلك.

ما هو معني الاكتئاب ؟

يُعد الاكتئاب اضطرابًا نفسيًا شائعًا وخطيرًا في الوقت نفسه؛ إذ يؤثر سلبًا على تفكير الفرد، ومشاعره، وسلوكياته، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية وجسدية تنعكس بشكل واضح على حياته الشخصية أو المهنية.

التعرف على أبرز أشكال الاكتئاب وتأثيرها على الصحة النفسية

تتنوع أنواع الاكتئاب حسب شدة الأعراض ومدة استمرارها وتأثيرها على حياة الفرد، ويُعتبر فهم هذه الأنواع أمرًا ضروريًا للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعّال. تختلف هذه الأنواع بين حالات قصيرة المدى مرتبطة بمواقف حياتية معينة، وحالات مزمنة تحتاج إلى رعاية نفسية مستمرة.

الاكتئاب الشديد: عندما يتحول الحزن إلى مرض نفسي مزمن

يُعرف الاضطراب الاكتئابي الشديد بأنه حالة نفسية تؤثر على التفكير والمشاعر والسلوك، ويتم تشخيصه عندما يعاني الشخص من خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض الشائعة، مثل فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تجلب له المتعة، واضطرابات النوم، والأفكار الانتحارية، وصعوبة التركيز، وذلك لمدة لا تقل عن أسبوعين متتاليين. تختلف استجابات الأشخاص لهذا النوع من الاكتئاب، حيث قد يعاني البعض من القلق المستمر والتوتر مع صعوبات في التركيز وضبط النفس، بينما يفقد آخرون الشغف بالأمور اليومية، ويظهر لديهم تغير في عادات النوم والوزن وأفكار سوداوية، وتكون الأعراض أشد في فترة الصباح. أما البعض الآخر فقد يشعرون بعدم ارتياح داخلي، ويعبرون عن ذلك بكثرة الكلام والحركة المفرطة والتصرفات الاندفاعية، ما يزيد من تعقيد الحالة.

الاكتئاب المزمن: معاناة طويلة الأمد تحتاج إلى وعي وعلاج

الاضطراب الاكتئابي المستمر هو نوع من أنواع الاكتئاب المزمن، ويُشخص عندما تستمر الأعراض لفترة تتجاوز العامين، وتكون الأعراض أقل حدة من الاكتئاب الشديد لكنها مستمرة وتؤثر على الحياة اليومية. يشعر المصاب بهذا النوع بالإحباط الدائم، وانخفاض تقدير الذات، وفقدان الأمل، وقد يترافق مع نوبات من الاكتئاب الحاد، ويُعرف ذلك أحيانًا بالاكتئاب المزدوج. ينتشر هذا النوع بشكل أكبر بين النساء، وكذلك بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع الاكتئاب، ويُعالج باستخدام مزيج من العلاج النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب، حسب تشخيص الطبيب المختص.

التقلبات المزاجية الحادة في اضطراب ثنائي القطب

اكتئاب ثنائي القطب، أو ما يُعرف باكتئاب الهوس، هو نوع من اضطرابات المزاج المزمنة التي يتقلب فيها المصاب بين نوبات من الهوس أو النشوة العالية، ونوبات من الاكتئاب الحاد. خلال نوبات الاكتئاب، يشعر المريض بالحزن العميق، وفقدان الطاقة، واليأس، بينما خلال نوبات الهوس، تظهر عليه علامات فرح مفرط، وثقة مفرطة بالنفس، وسلوكيات متهورة. هذه التقلبات المفاجئة قد تحدث في فترات زمنية قصيرة، ما يجعل من الصعب التنبؤ بها، ويمكن التحكم بهذه الحالة باستخدام أدوية تنظيم المزاج تحت إشراف طبيب نفسي متخصص.

الاكتئاب الموسمي حين تؤثر الفصول على مزاج الإنسان الموسمي

الاكتئاب الموسمي هو نوع من أنواع الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول، ويظهر بشكل خاص خلال فصل الشتاء حين تقل فترات التعرض لأشعة الشمس ويقصر النهار. يعاني المصابون به من انخفاض في الطاقة، وتغيرات في الشهية والنوم، ومشاعر الحزن والانعزال. يُستخدم العلاج بالضوء كوسيلة فعّالة في التخفيف من الأعراض، حيث يُطلب من المريض الجلوس أمام جهاز خاص ينبعث منه ضوء قوي لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة يوميًا. كما تُستخدم مضادات الاكتئاب في بعض الحالات لمساعدة الشخص على تجاوز هذه الحالة الموسمية.

الاكتئاب الذهاني مزيج من الحزن والهلوسة

الاكتئاب الذهاني هو شكل شديد من أشكال الاكتئاب، يترافق مع أعراض ذهانية مثل الهلاوس السمعية أو البصرية، والأوهام، والأفكار غير الواقعية التي قد تتضمن جنون العظمة أو الشعور بالاضطهاد. وعلى الرغم من تشابهه مع الاكتئاب الشديد في بعض الجوانب، إلا أن وجود هذه الأعراض الذهانية يجعله أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى تدخل طبي سريع ومكثف. تزيد احتمالية الإصابة به عند وجود تاريخ عائلي مع المرض، كما أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة به، خصوصًا في حال وجود اضطرابات نفسية سابقة، أو التعرض لصدمة نفسية، أو الإهمال خلال الطفولة، أو امتلاك سمات شخصية مثل الكمالية أو ضعف الثقة بالنفس.

اكتئاب ما بعد الولادة: التحدي النفسي للأمهات الجدد

اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي شائع يصيب النساء بعد الإنجاب، وقد يظهر خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الولادة، ويتميز بمشاعر حزن شديدة، وفقدان الطاقة، والتوتر، وصعوبة في التفاعل مع الطفل. كما يمكن أن يعاني بعض الرجال من أعراض مشابهة خلال هذه الفترة الانتقالية. تشير الدراسات إلى أن واحدة من كل سبع نساء في العالم تُصاب بهذا النوع من الاكتئاب. ويُعالج باستخدام مضادات الاكتئاب، إضافة إلى الدعم النفسي والأسري، لمساعدة الأم أو الأب على تجاوز هذه المرحلة الحساسة.

الاكتئاب الهرموني: تقلبات المزاج قبل الدورة الشهرية

الاكتئاب السابق للحيض هو نوع من الاضطرابات المزاجية المرتبطة بالدورة الشهرية، ويصيب بعض النساء في الأيام التي تسبق بدء الحيض. تتضمن الأعراض الشائعة التعب الجسدي، التوتر العصبي، القلق، تقلبات المزاج، والانزعاج من الأمور اليومية. تختلف شدة الأعراض من امرأة لأخرى، ويُستخدم في علاجه بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو حبوب منع الحمل، والتي تساعد في تنظيم التغيرات الهرمونية المؤثرة على الحالة النفسية.

الاكتئاب الناتج عن المواقف الصعبة: استجابة نفسية مؤقتة

الاكتئاب الظرفي هو نوع من الاكتئاب المؤقت، يحدث كرد فعل طبيعي تجاه أحداث حياتية صعبة أو مفاجئة، مثل وفاة أحد المقربين، أو الطلاق، أو فقدان العمل. وعلى الرغم من أنه لا يُصنف ضمن الأنواع الرسمية للاكتئاب في الطب النفسي، إلا أن أعراضه تُشبه إلى حد بعيد أعراض الاكتئاب العام مثل الحزن، والبكاء المتكرر، وفقدان الطاقة. ويُعالج هذا النوع عادة من خلال الجلسات النفسية التي تساعد الفرد على التأقلم مع الظروف الجديدة والتعبير عن مشاعره بطريقة صحية.

الاكتئاب غير التقليدي مشاعر متناقضة وردود فعل غير متوقعة

الاكتئاب غير النمطي هو نوع مختلف من الاكتئاب، يتميز بقدرة الشخص على الشعور المؤقت بالسعادة أو تحسن المزاج عند حدوث أمر إيجابي، بعكس الأنواع الأخرى التي لا تؤثر فيها الأحداث السعيدة. تشمل أعراضه زيادة الشهية، النوم المفرط، الشعور بالثقل في الأطراف، وحساسية شديدة تجاه النقد أو الرفض. ويزيد خطر الإصابة به في حال وجود تاريخ عائلي للاكتئاب، أو إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات القلق، أو اضطراب ثنائي القطب، أو اضطرابات في الشخصية مثل التجنبية أو اضطراب تشوه الجسم.

مدة استمرار الاكتئاب: ما المدة التي قد تستمر فيها الأعراض؟

نظرًا لأن تجربة الاكتئاب تختلف من شخص إلى آخر، فلا يمكن تحديد مدة ثابتة لأعراضه. فقد تستمر الأعراض لفترة قصيرة لدى البعض، بينما تمتد لشهور أو حتى سنوات عند آخرين. وتؤثر عدة عوامل على ذلك، منها نوع الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص، وشدة الحالة، إضافة إلى الأسباب النفسية والبيولوجية التي تقف خلف ظهوره.

كيف يؤثر نوع الاكتئاب على مدة المعاناة؟

تؤثر طبيعة ونوع الاكتئاب بشكل مباشر على مدة الأعراض وشدتها. فمثلًا، قد تستمر نوبات الاضطراب الاكتئابي الشديد لعدة أشهر، أحيانًا تتجاوز 18 شهرًا، بينما يستمر الاضطراب الاكتئابي المستمر لأكثر من عامين. كذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات اكتئابية طويلة الأمد تتراوح بين 8 إلى 12 شهرًا. أما اكتئاب ما بعد الولادة، فيمكن أن يظهر بعد أسابيع قليلة من الولادة ويدوم لفترات متفاوتة، وقد يتحول إلى اكتئاب شديد إذا لم يُعالج. كما يُلاحظ أن الاكتئاب الموسمي يظهر عادة في فصل الشتاء، ويستمر قرابة 4 إلى 5 أشهر في السنة.

كيف تختلف مدة الاكتئاب حسب شدته؟

تختلف مدة استمرار الاكتئاب تبعًا لحدة الأعراض وشدتها، فالاكتئاب الخفيف قد يزول تلقائيًا خلال فترة قصيرة دون تدخل علاجي، لكنه أحيانًا يطول ليصل إلى أشهر. بينما يمكن للاكتئاب المعتدل أن يمتد لستة أشهر أو أكثر، وقد يحتاج إلى تدخل نفسي أو دوائي. في حين أن الاكتئاب الحاد يُعد من أكثر الأنواع تعقيدًا وقد يطول لفترات تتجاوز ستة أشهر إذا لم تتم معالجته بالشكل الصحيح. الأسباب النفسية والبيئية: ما الذي يُسبب الاكتئاب؟

الأسباب النفسية والبيئية: ما الذي يُسبب الاكتئاب؟

تتعدد أسباب الاكتئاب وتتشابك ما بين نفسية، وبيئية، ووراثية. ومن أبرز هذه العوامل هو التعرّض المستمر لصعوبات الحياة، مثل التوتر المزمن، أو الضغوط المرتبطة بالعمل والعلاقات، أو فقدان الوظيفة، أو العزلة الاجتماعية. يمكن لتراكم هذه الظروف أن يدفع الشخص تدريجيًا نحو الاكتئاب، خاصة إن لم يكن يملك الدعم النفسي الكافي أو مهارات التأقلم اللازمة.

هل تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بالاكتئاب؟

تشير الدراسات إلى أن العامل الوراثي يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للحالة. إلا أن وجود أحد الأقارب المصابين لا يعني بالضرورة أن الشخص سيُصاب به أيضًا، بل هو مجرد عامل من بين عدة عوامل تؤثر على الصحة النفسية.

هل صفات الشخصية قد تجعلك أكثر عرضة للاكتئاب؟

يمكن أن تلعب السمات الشخصية دورًا في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، فالأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن، أو أولئك الذين يمتلكون تقديرًا ذاتيًا منخفضًا، أو يسعون للكمال المفرط، يكونون أكثر عرضة للتأثر بالضغوط. كما أن الحساسية للنقد والنظرة السلبية لأنفسهم تسهم في جعلهم أقل قدرة على التعامل مع التحديات اليومية بطريقة صحية.

العلاقة بين الاكتئاب والأمراض الجسدية

قد يرتبط الاكتئاب بوجود أمراض جسدية مزمنة أو خطيرة، حيث يسبب المرض ضغطًا نفسيًا مستمرًا يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. كما أن المعاناة من آلام مزمنة أو تدهور في الحالة الصحية العامة قد يؤدي إلى شعور بالإحباط واليأس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لاستخدام الكحول أو المواد المخدرة أن يكون عاملًا مساهمًا في ظهور أعراض الاكتئاب أو تفاقمها.

هل ترتبط كيمياء الدماغ بالاكتئاب؟

تُشير الأبحاث إلى أن التغيرات في كيمياء الدماغ قد تكون سببًا في ظهور الاكتئاب، رغم أن الكثير من التفاصيل حول هذا الجانب لا تزال قيد الدراسة. يمكن أن تؤدي العوامل الجينية، والتجارب الحياتية القاسية، واستخدام بعض الأدوية أو المخدرات إلى التأثير على آلية عمل النواقل العصبية التي تنظم المزاج. وهذا قد يسبب خللًا في التوازن النفسي ويؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب لدى البعض.

كيف تظهر علامات وأعراض الاكتئاب على الشخص المصاب؟

تتعدد أعراض الاكتئاب وتتنوع بين الجسدية والنفسية، وقد تختلف شدتها وتأثيرها حسب المرحلة العمرية للشخص المصاب. من أبرز العلامات الشعور المستمر بالحزن والقلق، مع فقدان الشغف بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، إلى جانب سيطرة مشاعر اليأس والتشاؤم. غالبًا ما يُعاني المصاب من تعب دائم دون سبب واضح، كما يجد صعوبة في التركيز والتذكر واتخاذ القرارات اليومية، وقد يلاحظ أيضًا بطئًا في الحديث أو الحركة بشكل غير معتاد. تشمل الأعراض اضطرابات النوم سواء على شكل أرق أو نوم مفرط، وتحدث تغييرات واضحة في الشهية والوزن.

في بعض الحالات، يشعر المصاب بآلام جسدية مزمنة، كالصداع أو مشكلات في الجهاز الهضمي، لا تستجيب للعلاج الطبي. ومع تفاقم الحالة، قد تراوده أفكار متكررة تتعلق بالموت أو الانتحار، وقد يلجأ إلى إيذاء نفسه كطريقة للتعامل مع الألم النفسي العميق.

كيف يظهر الاكتئاب عند الأطفال؟

غالبًا ما يكون اكتشاف الاكتئاب لدى الأطفال أمرًا صعبًا، لأنهم قد لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بوضوح، وتظهر الأعراض من خلال سلوكيات غير معتادة. قد يبدو الطفل حزينًا أو عابسًا لفترات طويلة، ويبكي بسهولة أو يعاني من نوبات غضب متكررة تفوق المعتاد. كما يمكن ملاحظة انخفاض طاقته وجهده، مما ينعكس على أدائه الدراسي واستسلامه السريع في المهام اليومية. يعاني بعض الأطفال من مشكلات واضحة في النوم أو الأكل، وقد تظهر لديهم شكاوى جسدية مثل آلام المعدة دون وجود سبب طبي. في بعض الحالات.

يتغيب الطفل عن المدرسة نتيجة التدهور النفسي أو الجسدي، وتزداد لديه النزعة لانتقاد الذات أو تكرار عبارات تعكس ضعف الثقة بالنفس مثل: “لا أملك أصدقاء” أو “أنا لا أستطيع فعل أي شيء بالشكل الصحيح”، ما قد يدل على اضطراب عميق يحتاج إلى تدخل مختص.

أعراض الاكتئاب عند المراهقين وتأثيرها على حياتهم اليومية

عند المراهقين، تظهر علامات الاكتئاب بشكل أكثر تعقيدًا وقد تمتزج بين العواطف والانفعالات، حيث يشعرون بالحزن المستمر وربما يدخلون في نوبات بكاء غير مبررة. يرافق ذلك الغضب من أبسط الأمور، مع شعور دائم بالإحباط واليأس أو الفراغ الداخلي. يفقد المراهق اهتمامه بالأصدقاء أو الأنشطة المعتادة، وتضعف ثقته بنفسه، ويصبح أكثر حساسية تجاه الفشل أو الرفض. كما يظهر لدى البعض أرق أو نوم مفرط وتغيرات واضحة في الشهية.

إلى جانب أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار. يُلاحظ أيضًا بطء في التفكير أو صعوبة في التركيز، وأحيانًا العكس من ذلك، مثل فرط الحركة أو القلق الزائد. يميل المصابون إلى العزلة وتجنب المشاركة الاجتماعية، وقد يهملون النظافة الشخصية أو يبدؤون في التصرف بسلوك عدواني أو تخريبي. في حالات متقدمة، قد يظهر إيذاء النفس أو الإدمان على مواد ضارة، مما يجعل التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية.

كيف تتجلى أعراض الاكتئاب لدى كبار السن؟

غالبًا ما تُخطئ الأُسر في تفسير أعراض الاكتئاب لدى كبار السن، إذ يعتقد البعض أن ما يعانيه الشخص جزء طبيعي من التقدم في العمر. ومع ذلك، فإن الاكتئاب عند المسنين له علامات واضحة تشمل إهمال المسؤوليات اليومية والعناية بالنفس، إلى جانب التردد المستمر وصعوبة اتخاذ القرارات. قد يعزل الشخص نفسه عن المحيطين به، ويعاني من تباطؤ في الحركة أو ضعف في الأداء العام. من الشائع أن يشعر المسن بعدم القدرة على النهوض في الصباح وكأنه مثقَل، كما قد يُنكر شعوره بالاكتئاب كوسيلة دفاعية. يظهر لدى البعض قلق مفرط بشأن المستقبل أو الوضع المالي.

وقد تتغير شخصيتهم لتصبح أكثر مزاجية أو انفعالية، وهو ما قد يُفهم خطأً على أنه سلوك عدواني. بالإضافة إلى الأعراض النفسية، يُعاني بعض كبار السن من صداع متكرر أو آلام جسدية غامضة، ومشكلات هضمية لا تفسير طبي واضح لها. وتشير الإحصائيات إلى أن واحدًا من كل خمسة مسنين مصابين بالخرف يعانون أيضًا من الاكتئاب، مما يزيد من أهمية تقديم الدعم النفسي لهم.

كيف يكون شعور الاكتئاب الحقيقي؟

عندما تكون مكتئبًا، قد يبدو لك الأمر وكأنك تعيش في ظلام دائم أو في حفرة بلا نهاية، ويشبهه البعض بالشعور بالهلاك أو بالسقوط الحر في فراغ داخلي مؤلم. يتملكك شعور بالخمول والتبلد العاطفي، وكأنك لا تبالي بشيء، حتى الأشياء التي كانت تسعدك يومًا ما. يسهل استفزازك وتغضب من أبسط المواقف، وقد تشعر بالقلق المستمر أو التوتر لأسباب غير واضحة. تسيطر عليك مشاعر الذنب وعدم القيمة.,

وقد يصل الأمر إلى احتقار الذات وانعدام احترام النفس. في هذه الحالة، يبدو التواصل مع الآخرين شبه مستحيل، وتشعر بأنك معزول تمامًا عن محيطك، حتى وإن كنت وسط الناس. المتعة تغيب، والثقة بالنفس تختفي، ويصبح الأمل شيئًا بعيد المنال. التعب ينهكك من بداية اليوم حتى نهايته، وتجد صعوبة في الحركة أو القيام بأي مجهود بدني أو ذهني، كأنك مثقل من الداخل. مع الوقت، تتلاشى الرغبة في كل شيء، وتدخل في دوامة من اللاجدوى والركود العاطفي، التي تجعل الاكتئاب تجربة وجودية مؤلمة تحتاج إلى تدخل حقيقي للشفاء.

كيف يتم تشخيص الاكتئاب؟

كما سبق وذكرنا، يعد تشخيص الاكتئاب خطوة أساسية نحو العلاج، ويحتاج إلى استشارة طبيب أو معالج نفسي مختص.

التشخيص البدني

إذا كنت بحاجة إلى تشخيص دقيق، يمكنك التواصل مع أخصائيين معتمدين مثل أخصائيي “عرب ثيرابي” للحصول على تقييم شامل. في الغالب، يتم تشخيص الاكتئاب عبر مجموعة من الاختبارات الطبية والنفسية، جنبًا إلى جنب مع مناقشة الأعراض مع المريض. أول خطوة في التشخيص هي إجراء الفحوصات البدنية لاستبعاد أي أسباب عضوية قد تكون وراء الأعراض، مثل الفحوصات التصويرية مثل التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي للدماغ، للتأكد من عدم وجود أمراض خطيرة كالأورام. كما يُستخدم مخطط كهربية القلب (EKG) لتحديد ما إذا كانت مشاكل القلب هي السبب في الأعراض، بالإضافة إلى مخطط كهربية الدماغ (EEG) لرصد النشاط الكهربائي في الدماغ.

يُجرى أيضًا فحص شامل للدم للكشف عن أسباب أخرى محتملة مثل فقر الدم أو الالتهابات. من المهم أيضًا فحص وظائف الغدة الدرقية، لأن اضطرابات الغدة يمكن أن تؤثر على المزاج والتركيز. أخيرًا، تُجرى اختبارات لقياس كفاءة الكلى ومستويات الفيتامينات في الجسم، حيث أن نقص الفيتامينات مثل B12 وB9 قد يؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة للاكتئاب.

معايير التشخيص وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)

تتضمن أعراض الاكتئاب الأساسية مشاعر الحزن، تدهور الحالة المزاجية، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُستمتع بها سابقًا. وفقًا للمعايير التشخيصية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يجب أن تستمر الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل وأن تُؤثر بشكل واضح على الأداء اليومي للفرد. علاوة على ذلك، يجب أن تكون مصحوبة على الأقل بخمسة أعراض إضافية من الأعراض التالية:

1. الشعور بالحزن أو المزاج المكتئب الذي يستمر طوال اليوم أو يوميًا.
2. فقدان المتعة في الأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
3. تغير كبير في الوزن (زيادة أو نقصان أكثر من 5٪ من الوزن في الشهر).
4. الأرق أو النوم المفرط الذي يحدث بشكل منتظم.
5. الشعور بالتعب الجسدي أو الإرهاق الواضح الذي يظهر على الشخص.
6. الشعور باليأس أو انعدام القيمة، مع وجود مشاعر ذنب مفرطة.
7. صعوبة في التركيز أو اتخاذ قرارات يومية.
8. أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار، بما في ذلك التفكير في وضع خطة للانتحار أو محاولة الانتحار.
9. استبعاد تأثير المخدرات أو الأمراض الجسدية أو النفسية الأخرى، مثل نوبات الهوس.

الاختبارات النفسية لتشخيص الاكتئاب

بعد مناقشة حالتك النفسية ومشاعر الحزن التي قد تؤثر على حياتك اليومية، سيقوم الطبيب بإجراء فحص نفسي شامل. من خلال طرح أسئلة واستبيانات، يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كنت تعاني من الاكتئاب. بدايةً، قد يطرح الطبيب عليك أسئلة بسيطة مثل:

• في الشهر الماضي، هل كنت تشعر بالإحباط أو الاكتئاب أو اليأس؟
• هل كانت لديك صعوبة في إيجاد المتعة أو الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها عادة؟

بناءً على إجابتك على هذين السؤالين، يمكن أن يُشخص الاكتئاب بشكل أولي، أو قد يطلب الطبيب مزيدًا من الأسئلة والاختبارات لتأكيد التشخيص.

أدوات التشخيص الأخرى للاكتئاب

قد يستخدم الطبيب بعض الأدوات النفسية الأخرى لمساعدته في تحديد مدى شدة الاكتئاب. تشمل هذه الأدوات ما يلي:

1. استبيان صحة المريض رقم 9 (PHQ-9): أداة تشخيصية مكونة من 9 أسئلة، يتم إجراؤها ذاتيًا استنادًا إلى معايير الاكتئاب الشديد.
2. مقياس بيك للاكتئاب (BDI): استبيان يتضمن 21 سؤالًا متعدد الخيارات يقيس شدة الأعراض ومدى تأثيرها.
3. مقياس زينغ للتقييم الذاتي للاكتئاب (Zung Self-Rating Depression Scale): مقياس بسيط يساعد في تحديد مستوى الاكتئاب، من العادي إلى الشديد.
4. مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب (HRSD): أداة تُستخدم لتقييم شدة الاكتئاب لدى الأفراد.
5. مقياس الاكتئاب لمركز الدراسات الوبائية (CES-D): اختبار يساعد المرضى في تقييم مشاعرهم وسلوكهم على مدار الأسبوع الماضي.

تساعد هذه الأدوات الطبيب في تحديد التشخيص بدقة عالية، مما يساهم في وضع خطة علاجية فعّالة.

هل يمكن الوقاية من الاكتئاب؟

لا يزال موضوع الوقاية من الاكتئاب محل نقاش بين الخبراء. يعتقد بعض المختصين أن الوقاية ممكنة، في حين يرى آخرون أن هذا الأمر قد يكون غير قابل للتحقيق بسبب أن العديد من أسباب الاكتئاب خارجة عن نطاق التحكم. رغم أنه قد يكون من الصعب تجنب الاكتئاب تمامًا، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات للحد من تطوره أو عودته بعد الشفاء، وذلك من خلال بعض الممارسات الفعّالة.

ما هي طرق الوقاية من الاكتئاب ؟

على الرغم من أنه لا يمكن ضمان الوقاية التامة من الاكتئاب، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر وتعزيز الصحة النفسية بشكل عام:

1. إدارة التوتر وبناء الثقة بالنفس: من خلال ممارسات مثل التأمل أو اليوغا، يمكن تقليل مستويات التوتر وتحسين الثقة بالنفس، مما يساعد في الوقاية من الاكتئاب.
2. الرعاية الذاتية والاهتمام بالنفس: الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية من خلال الالتزام بأسلوب حياة متوازن يعد أمرًا مهمًا في الوقاية من الاكتئاب.
3. التواصل الاجتماعي: الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية مع الأصدقاء والعائلة، خصوصًا في الأوقات الصعبة، يعتبر من عوامل الوقاية الفعّالة من الاكتئاب.
4. الفحوصات الطبية المنتظمة: من المهم زيارة الطبيب بشكل دوري لفحص الصحة العامة ومناقشة أي أعراض نفسية أو جسدية قد تظهر، مما يساهم في الوقاية من تطور الاكتئاب.
5. البحث عن مساعدة نفسية عند الحاجة: في حال كانت هناك شكوك حول الإصابة بالاكتئاب، يُنصح بالتواصل مع طبيب أو معالج نفسي للحصول على الدعم المناسب.
6. الالتزام بالعلاج: إذا تم تشخيص الاكتئاب سابقًا، فإن الالتزام بخطة العلاج النفسية وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب هو أمر حاسم لتجنب عودة الاكتئاب.
7. تجنب المخدرات والكحول: يُنصح بتجنب تناول الكحول والمخدرات لأنها قد تُفاقم الحالة النفسية وتزيد من شدة الاكتئاب.
8. التأجيل في اتخاذ قرارات حياتية كبيرة: تجنب اتخاذ قرارات مهمة أثناء فترات الإحباط أو الحزن قد يساعد في تقليل الضغوط النفسية والمشاعر السلبية التي قد تؤدي إلى الاكتئاب.

ما هي طرق علاج الاكتئاب ؟؟

يختلف علاج الاكتئاب وفقًا لحالة الشخص ونوع الاكتئاب الذي يعاني منه، وتشمل العلاجات الأكثر شيوعًا الأدوية والعلاج النفسي، بالإضافة إلى العلاجات البديلة والطب الطبيعي.

علاج الاكتئاب بالأدوية

تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب لتعديل كيمياء الدماغ والمساعدة في تخفيف الأعراض. بالرغم من أنها قد تتسبب في آثار جانبية في البداية، إلا أن هذه الآثار عادة ما تخف مع مرور الوقت. كما أن تأثير الأدوية قد لا يظهر سريعًا في بعض الحالات. من أشهر الأدوية المضادة للاكتئاب التي قد يصفها الطبيب:

1. مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs): مثل دولوكستين (Duloxetine) وفينلافاكسين (Venlafaxine).
2. مضادات الاكتئاب المحددة للسيروتونين (NASSAs): مثل ميرتازابين (Mirtazapine).
3. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs): مثل أميتريبتيلين (Amitriptyline) وكلوميبرامين (Clomipramine).
4. مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs): مثل سيتالوبرام (Citalopram) وإسيتالوبرام (Escitalopram).
5. مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs): مثل ترانيلسيبرومين (Tranylcypromine) وفينيلزين (Phenelzine).

العلاج النفسي للاكتئاب

العلاج النفسي يساعد بشكل كبير في معالجة أسباب الاكتئاب والعمل على تحسين مهارات التأقلم. يتضمن هذا العلاج عدة أنواع، من بينها:

العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

يُركز العلاج المعرفي السلوكي على معالجة الأنماط السلبية للتفكير والسلوكيات التي تُساهم في الاكتئاب. قد يطلب منك المعالج الاحتفاظ بمجلة لتوثيق الأحداث اليومية وردود الأفعال السلبية تجاهها. بالإضافة إلى ذلك، قد يتضمن العلاج “واجبات منزلية” مثل تمارين الاسترخاء أو كتابة دفتر يوميات.

العلاج السلوكي الجدلي (DBT)

يُعتمد العلاج السلوكي الجدلي على العلاج المعرفي السلوكي، لكنه يركز على تقبل الأفكار والمشاعر السلبية. يسعى هذا النوع من العلاج إلى تعزيز الوعي بالمشاعر غير المعالجة وتقديم حلول للتعامل معها. يعمل على تصحيح الأدوار الاجتماعية والتفاعلات الشخصية، بما يسهم في تحسين العلاقات والحد من الاكتئاب.

علاج التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)

يعد التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة من الخيارات العلاجية للاكتئاب الشديد الذي لا يستجيب للعلاج النفسي أو الأدوية. يتم إرسال نبضات مغناطيسية إلى مناطق في الدماغ تلعب دورًا في تنظيم الحالة المزاجية، مما يساعد على تحفيز خلايا الدماغ وتحسين التواصل بين الأجزاء المختلفة في الدماغ، مما يؤدي إلى تخفيف الأعراض.

العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)

يُستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية في الحالات التي لا تستجيب للاكتئاب من خلال الأدوية أو العلاج النفسي. يعتمد العلاج على إرسال نبضات كهربائية إلى الدماغ مما يؤدي إلى نوبة قصيرة لتحفيز خلايا الدماغ. يُعد العلاج بالصدمات الكهربائية أكثر فعالية في علاج الاكتئاب على المدى القصير ولكنه قد يتسبب في آثار جانبية مثل ضعف الذاكرة أو الصداع.

الطب البديل لعلاج الاكتئاب

يمكن للطب البديل أن يقدم حلولًا مفيدة في علاج الاكتئاب، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف أو أولئك الذين تظهر عليهم تحسن مستمر دون الحاجة للأدوية. تشمل العلاجات البديلة:

• العلاج بالتدليك.
• الوخز بالإبر.
• التنويم المغناطيسي.
• الارتجاع البيولوجي.

العلاجات الطبيعية للاكتئاب

تعتبر بعض العادات الصحية جزءًا من العلاج الطبيعي الذي يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب، ومن هذه العادات:

• ممارسة التمارين الرياضية: لمدة 30 دقيقة تقريبًا من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع.
• التوقف عن تناول الكحول أو المواد المخدرة: لتقليل تأثيراتها السلبية.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم: يساعد في استعادة النشاط العقلي والبدني.
• اتباع نظام غذائي صحي: يتضمن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
• الابتعاد عن الأشخاص السلبيين: والتفاعل مع المحيطين الداعمين.
• التعرض لأشعة الشمس: للحصول على فيتامين “د”.

فعالية العلاج

تشير الدراسات إلى أن ما يقارب 80% – 90% من المصابين بالاكتئاب يستجيبون للعلاج بشكل جيد ويتعافون منه، مما يعكس أهمية العلاج المبكر والمتابعة المستمرة مع الأطباء المختصين.

تأثير الاكتئاب على الصحة النفسية والجسدية

الاكتئاب يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية بطرق متنوعة تختلف من شخص لآخر. ولكن بشكل عام، تشمل التأثيرات الآتي:

التأثيرات النفسية والاجتماعية:

• الانعزال الاجتماعي: يسبب الاكتئاب عزلة عن الأصدقاء والعائلة.
• فقدان الوظيفة أو الطرد من المدرسة: قد يؤدي الاكتئاب إلى ضعف الأداء في العمل أو الدراسة.
• التشرد: في الحالات المتقدمة قد يتسبب الاكتئاب في فقدان الاستقرار المالي والمأوى.
• مواجهة مشاكل في العلاقات الشخصية: الاكتئاب قد يؤدي إلى توتر العلاقات بسبب نقص التواصل أو الاهتمام.

التأثيرات الجسدية:

• زيادة الوزن والسمنة: غالبًا ما يرتبط الاكتئاب بالسمنة وزيادة الوزن، مما قد يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السكري من النوع 2.
• الأوجاع والتعب الجسدي: يعاني الأشخاص المكتئبون من آلام جسدية مستمرة مثل آلام العضلات والتعب.
• سوء التغذية: الاكتئاب قد يؤثر سلبًا على الشهية والتغذية.
• زيادة معدل ضربات القلب: الاكتئاب يمكن أن يسبب تسارع ضربات القلب، مما يزيد من خطر الأمراض القلبية.
• ضعف جهاز المناعة: يؤثر الاكتئاب على الجهاز المناعي، مما يرفع خطر الإصابة بالعدوى.

التأثيرات النفسية المتزايدة:

• القلق والاضطراب: قد يترافق الاكتئاب مع اضطرابات مثل القلق الاجتماعي والهلع.
• الإدمان: يلجأ البعض إلى الكحول أو المخدرات لتخفيف أعراض الاكتئاب، مما يزيد المشكلة تعقيدًا.
• زيادة مخاطر الانتحار: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم مخاطر أعلى للانتحار، حيث تصل إلى 5-8٪.

الأمراض والاضطرابات النفسية المصاحبة للاكتئاب

غالبًا ما يصاحب الاكتئاب العديد من الأمراض الجسدية والنفسية الأخرى، ومن أبرز هذه الحالات:

• السرطان: 25٪ من مرضى السرطان يعانون من الاكتئاب.
• السكتات الدماغية: 10-27٪ من مرضى ما بعد السكتة الدماغية يعانون من الاكتئاب.
• النوبات القلبية: 33% من الناجين من النوبات القلبية يصابون بالاكتئاب.
• أمراض القلب والأوعية الدموية: يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 59%.
• فيروس نقص المناعة البشرية (HIV): الاكتئاب هو ثاني أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعًا بين المصابين بفيروس نقص المناعة.
• مرض باركنسون: يعاني 50٪ من المصابين بمرض باركنسون من الاكتئاب.
• اضطرابات الأكل: 33-50٪ من مرضى فقدان الشهية يعانون من الاكتئاب.
• داء السكري: يعاني 33% من مرضى السكري من الاكتئاب.
• متلازمة تكيس المبايض: حوالي 20% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من الاكتئاب.

التعايش مع الاكتئاب

التعايش مع الاكتئاب قد يستغرق وقتًا طويلاً، وقد يحتاج المصاب إلى دعم مستمر. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:

• الالتزام بالعلاج: تأكد من أخذ الأدوية كما وصفها الطبيب، ولا تتوقف عن تناولها من دون استشارة.
• ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي: يساعد ممارسة النشاط البدني وتناول الطعام المغذي في تحسين الصحة العامة وتسريع عملية التعافي.
• التفكير في اللحظة الحالية: يمكن أن تحسن تمارين اليقظة الذهنية الصحة النفسية من خلال التركيز على الحاضر.
• التواصل مع الآخرين: تحدث مع شخص قريب منك أو انضم لمجموعات دعم لتبادل الخبرات.
• تجنب العادات الضارة: لا تتجه للتدخين أو شرب الكحول، حيث يمكن أن يخفف الاكتئاب مؤقتًا ثم يعود بقوة أكبر.
• طلب إجازة من العمل: إذا كان الاكتئاب يؤثر على أدائك في العمل، فقد تحتاج إلى إجازة للراحة والتعافي.
• تقليل التوتر: حاول تجنب المواقف المجهدة قدر الإمكان.

علامات الشفاء من الاكتئاب

من أبرز العلامات التي تدل على تحسن الحالة النفسية والشفاء من الاكتئاب:

• تحسن المزاج: الشعور بالسعادة والهدوء بشكل أكبر من المعتاد.
• زيادة الطاقة: تقلل مشاعر التعب الشديد، مما يساعد على القيام بالأنشطة اليومية.
• عودة الشهية والنوم: عودة الشهية الطبيعية والنوم المنتظم بعد اضطرابهم.
• تحسن التركيز: القدرة على التفكير بشكل أوضح واتخاذ قرارات بسهولة.
• عودة الرغبة الجنسية: استعادة الرغبة الجنسية إلى حالتها الطبيعية.
• تحسن الصورة الذاتية: زيادة الإحساس بالقيمة الذاتية والاعتزاز بالنفس.

كيفية التعامل مع شخص مكتئب

إذا كان لديك شخص يعاني من الاكتئاب، إليك بعض النصائح للتعامل معه:

• الاستماع بعناية: قد يكون من المفيد الجلوس مع الشخص والاستماع لمشاعره بدون حكم.
• التشجيع على العلاج: شجعه على طلب العلاج المناسب، سواء كان دوائيًا أو نفسيًا.
• الدعم المستمر: قدم له الدعم في أنشطته اليومية وراقب حالته بانتظام.
• تشجيعه على أسلوب حياة صحي: ساعده في اتباع نمط حياة صحي ومستقر يعزز من تحسن حالته النفسية.

إحصائيات الاكتئاب حول العالم

وفقًا للإحصائيات العالمية، يعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب بمعدلات مختلفة:

• نسبة الإصابة بالاكتئاب: يُقدَّر أن 3.8% من السكان يعانون من الاكتئاب، مع زيادة النسبة بين النساء.
• الانتحار: الانتحار يعد رابع سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا.
• العلاج: أكثر من 75% من الأشخاص في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لا يتلقون العلاج اللازم.
• أمراض القلب: يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب بنسبة 64%.

نصائح هامة جدا

التعايش مع الاكتئاب قد يكون تحديًا، لكنه قابل للتحسن. إليك بعض النصائح لمساعدتك في التعايش معه:

• الحفاظ على الدعم الاجتماعي: تواصل مع الأصدقاء والعائلة الذين يقدمون الدعم.
• البحث عن الأنشطة الممتعة: حاول القيام بالأنشطة التي تجلب لك السعادة أو اكتشف أنشطة جديدة.
• الاهتمام بالصحة: تناول غذاء صحي واهتم بصحتك العامة.
• الابتعاد عن المحيطات السلبية: أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين الذين يدعمونك ويساعدونك في التغلب على الاكتئاب.