شهدت منافسات الجولة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية 2025 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، صباح اليوم الاثنين، مواجهة قوية جمعت بين فريقي بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضًا الأهلي المصري وإنتر ميامي الأمريكي.
التعادل يحسم لقاء بالميراس وبورتو
وانتهت المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين، في لقاء اتسم بالندية والالتزام التكتيكي، مما جعل الصراع على بطاقتي التأهل في هذه المجموعة مفتوحًا على مصراعيه.
وفيما يتعلق بالفريق البرتغالي بورتو، فإنه لا يُمثل فقط الكرة الأوروبية في هذه البطولة العالمية، بل يحمل كذلك إرثًا ثقافيًا عريقًا، تنبع جذوره من بلاد أنجبت العديد من رموز الأدب العالمي، وعلى رأسهم الأديب البرتغالي جوزيه ساراماجو، الذي يعد من أبرز أدباء القرن العشرين.
ولد ساراماجو في نوفمبر عام 1922، ورحل عن عالمنا في 18 يونيو 2010، وخلف وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا ومتعدد الأشكال شمل الرواية والشعر والمسرح والمقال الصحفي حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1998، تقديرًا لما وصفته لجنة الجائزة بـ”الأمثولات والحكايا الرمزية التي تفرضها مخيلته، وتعاطفه وسخريته البارعة”.
الكاتب الذي تجاوز المحلية إلى العالمية
رغم أن روايات ساراماجو كانت معروفة على نطاق واسع في أوروبا عند حصوله على نوبل، إلا أنها لم تكن تحظى بالشهرة الكافية في الولايات المتحدة، إلا أن فوزه بالجائزة ساهم في انتشاره عالميًا، ليصبح أول كاتب باللغة البرتغالية يحصل على هذه الجائزة المرموقة.
ومن مظاهر تقدير بلاده له، تم إنشاء بينالي أدبي وجائزة أدبية باسمه في عام 1999، تمنح للمؤلفين الشباب الذين يكتبون باللغة البرتغالية، دعمًا للمواهب الجديدة وتكريمًا لإرثه الأدبي.
شهادات عالمية في حق ساراماجو
نال ساراماجو إعجاب العديد من الشخصيات البارزة، حيث وصفه الناقد الأدبي الأمريكي الشهير هارولد بلوم بأنه “أعظم الروائيين الأحياء”، مضيفًا أنه يشكّل جزءًا مؤثرًا في مرجعيات الأدب والثقافة الغربية.
من جانبه، أشاد الناقد البريطاني جيمس وود بأسلوب ساراماجو الفريد، قائلاً: “إنه يكتب بأسلوب يجعل القارئ يشعر وكأنه يستمع إلى شخص حكيم وجاهل في آنٍ واحد”، في إشارة إلى الطريقة السردية التي تدمج العمق الفلسفي بالسخرية والبساطة.
من الورشة إلى العالمية
نشأ ساراماجو في أسرة بسيطة، وعمل في بدايات حياته كـ”ميكانيكي وعامل معادن”، قبل أن يدخل إلى عالم النشر ويبدأ مشواره الأدبي الحقيقي في لشبونة. التحق بالحزب الشيوعي البرتغالي في 1969، وعمل صحفيًا ومترجمًا، ثم أصبح محررًا في إحدى الصحف الثقافية في فترة ما بعد سقوط نظام سالازار الديكتاتوري.
ورغم خسارته لوظيفته لاحقًا في ظل موجة مضادة للشيوعية، إلا أنه واصل طريقه الأدبي، وبدأ في كتابة الروايات التي صنعت شهرته العالمية.
بينما يتطلع فريق بورتو لتحقيق إنجاز رياضي في كأس العالم للأندية، فإن البرتغال تواصل أيضًا تصدير إرثها الثقافي للعالم، مستندة إلى أسماء بحجم جوزيه ساراماجو، الذي ما زال حيًا في الذاكرة الأدبية العالمية رغم مرور سنوات على وفاته في 18 يونيو 2010.
مباراة بورتو وبالميراس ربما انتهت بالتعادل في الملعب، لكن في ميدان الأدب والثقافة، تواصل البرتغال حصد الإشادة عبر رموزها الخالدة، التي يتقدّمها اسم لا ينسى: ساراماجو.