رياضة

السعودية تقترب من تنظيم كأس العالم للأندية 2029: السباق يشتد والفيصل بعد مونديال أمريكا

باتت المملكة العربية السعودية على بعد خطوات من حسم ملف استضافة كأس العالم للأندية 2029، وسط منافسة مع خمس دول أخرى هي: قطر، البرازيل، البرتغال، إسبانيا، وإندونيسيا ويبدو أن السباق الذي يصفه الإعلام الرياضي العالمي بـ”سباق الإثارة” يسير بقوة لصالح الرياض، في ظل ما وصفته التقارير بـ”تفوق الملف السعودي من جميع النواحي التنظيمية واللوجستية”.

“سباق الإثارة”.. معركة الاستضافة على أشدها

بحسب ما نشرته صحيفة الاقتصادية السعودية، نقلًا عن مصادر إعلامية مطلعة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فإن الملف السعودي يعد الأكثر تكاملًا بين الملفات المرشحة، لا سيما في ظل الدعم الحكومي الكبير والتجهيزات المتقدمة في البنية التحتية الرياضية، التي برزت بشكل لافت خلال تنظيم السعودية لعدة بطولات كبرى في السنوات الأخيرة.

وأشارت المصادر إلى أن الفيفا سيصدر بيانًا رسميًا لتحديد الدولة المضيفة بعد انتهاء نسخة 2025 من البطولة المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو القرار الذي يترقبه الشارع الرياضي العالمي والعربي بشغف.

مقالات ذات صلة

قائمة الدول المرشحة لاستضافة مونديال الأندية 2025

الدولةأبرز مميزات الملفأبرز التحديات
السعوديةبنية تحتية رياضية حديثة، دعم سياسي، نجاحات تنظيميةالضغط الزمني قبل مونديال 2034
قطرتجربة تنظيم 2022 الناجحةتشابه التجربة القريبة يقلل من فرص التكرار
البرازيلتاريخ كروي عريق، جماهيرية كبيرةمشاكل أمنية واقتصادية محتملة
إسبانياملاعب تاريخية ومرافق متميزةتزاحم أجندة الأحداث الأوروبية
البرتغالخبرة تنظيمية عاليةضعف البنية التحتية خارج المدن الكبرى
إندونيسياشغف جماهيري كبيرتحديات لوجستية وخدمية

لماذا تتجه الأنظار نحو السعودية؟

الترشيح السعودي لا يعتمد فقط على الاستعدادات التنظيمية، بل يستمد قوته من المشروع الرياضي الطموح الذي تنفذه المملكة منذ سنوات، والذي شمل تنظيم بطولات عالمية مثل:

  • كأس السوبر الإسباني
  • السوبر الإيطالي
  • فورمولا 1
  • بطولات المصارعة WWE
  • كأس آسيا 2027 (مستقبلًا)

وكلها فعاليات تعزز من ثقة الاتحاد الدولي في قدرة السعودية على تنظيم بطولات عالمية بأعلى المعايير.

كما يُعد مونديال الأندية 2029 فرصة ذهبية لاختبار مدى جاهزية الملاعب والبنية التحتية قبل استضافة كأس العالم للمنتخبات 2034، والتي ستُقام للمرة الأولى بمشاركة 48 منتخبًا.

السعودية ومونديال 2034.. رهان استراتيجي

تسعى المملكة إلى جعل نسخة 2029 بروفة مصغرة لكأس العالم 2034، إذ تتجه النية إلى استخدام العديد من الملاعب والفنادق والمرافق نفسها، مع اختبار الكفاءة التشغيلية للنقل والمواصلات وأنظمة الأمن والمشجعين.

وقد أشار تقرير صادر عن موقع On Football إلى أن السعودية بدأت بالفعل في التخطيط لاستضافة نسخة 2029، من خلال ملفات تنسيقية بين وزارتي الرياضة والسياحة واللجنة الأولمبية، وذلك بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم.

مشاركة أهلي جدة في نسخة 2029

من المتوقع أن يكون نادي أهلي جدة هو ممثل السعودية في نسخة 2029 من كأس العالم للأندية، باعتباره بطل الدوري المحلي في إحدى السنوات السابقة للبطولة.

وتأتي هذه المشاركة بعد مشاركة ناجحة لنادي الهلال في نسخة 2025، حيث حقق فوزًا مثيرًا على مانشستر سيتي الإنجليزي، قبل أن يخرج من دور الثمانية على يد فلومينينسي البرازيلي.

وقد اعتُبرت هذه المشاركة بمثابة إنجاز رغم الإقصاء، كونها أثبتت قدرة الأندية السعودية على مقارعة الكبار في القارة الأوروبية وأمريكا الجنوبية.

دعم سياسي وشعبي واسع

يحظى ملف السعودية بدعم رسمي قوي من أعلى المستويات، حيث يعتبر تنظيم البطولات الرياضية العالمية أحد أذرع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز قطاعي السياحة والرياضة، وجعل المملكة مركزًا عالميًا للفعاليات الرياضية الكبرى.

كما أن الرأي العام المحلي يساند هذه التحركات بقوة، خاصة بعد النجاحات المتتالية في استضافة فعاليات رياضية وثقافية عالمية، حولت مدن المملكة إلى وجهات نشطة وفعالة طوال العام.

العوائد الاقتصادية المنتظرة

لا تقتصر الفائدة من تنظيم البطولة على الجانب الرياضي فقط، بل تشمل أيضًا:

  • تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية
  • تعزيز الاستثمار في البنية التحتية والفنادق
  • فرص عمل مؤقتة وثابتة للشباب
  • تنشيط قطاع النقل والطيران
  • تسويق عالمي للوجهات السياحية السعودية

ومن المتوقع، وفقًا لتقديرات أولية، أن تضخ البطولة أكثر من 1.5 مليار دولار في الاقتصاد المحلي، بين استثمارات مباشرة وعوائد غير مباشرة.

ما التالي؟.. القرار المرتقب من الفيفا

بحسب مصادر مطلعة، فإن القرار النهائي بشأن الدولة المستضيفة لنسخة 2029 من بطولة كأس العالم للأندية سيُعلن عقب إسدال الستار على النسخة الحالية، على الأرجح في الربع الأخير من عام 2025.

وإذا صدقت التوقعات، فإن السعودية ستكون على موعد جديد مع التاريخ، في رحلة الاستعداد للحدث الكروي الأكبر عالميًا في 2034.

تبدو السعودية الأوفر حظًا لاستضافة كأس العالم للأندية 2029، ليس فقط بسبب تكامل ملفها التنظيمي، بل بسبب موقعها الريادي المتنامي في المشهد الرياضي العالمي ومن شأن الفوز بهذا الملف أن يعزز من مكانة المملكة في خارطة الرياضة العالمية، ويمنحها تجربة نوعية تسبق أكبر بطولة في العالم.

إنها ليست مجرد بطولة للأندية، بل خطوة إستراتيجية في مسار طويل يُراد له أن يربط الرياضة بالاقتصاد والسياحة والهوية الوطنية في آنٍ معًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *