يستعد نادي الهلال السعودي لخوض تحدي جديد وتاريخي حين يشارك في النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، التي تنطلق في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 14 يونيو حتى 13 يوليو 2025، بمشاركة 32 فريقًا من نخبة أندية العالم.
الهلال السعودي يستعد لكأس العالم للأندية 2025
ويمثل الهلال قارة آسيا في هذه البطولة بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا 2023، ويخوض مبارياته ضمن مجموعة صعبة تضم ريال مدريد الإسباني، ريد بول سالزبورغ النمساوي، وباتشوكا المكسيكي، ما يضعه أمام اختبارات حقيقية أمام مدارس كروية مختلفة.
يبدأ الهلال مشواره في البطولة بمواجهة مرتقبة أمام ريال مدريد، أكثر الفرق تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا، في لقاء سيحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، نظرًا لقوة الفريقين وحجم الأسماء الموجودة في صفوف كل منهما.
المباراة تعتبر اختبارًا صعبًا للهلال، الذي يدرك حجم التحديات الفنية والبدنية التي تنتظره أمام عملاق أوروبا، لكنه في المقابل يسعى لتقديم أداء مشرّف يُعزز مكانة الكرة السعودية على الساحة العالمية، لا سيما بعد المشاركات القوية في السنوات الأخيرة على مستوى المنتخبات والأندية.
عودة كانسيلو تعزز خيارات الهلال الدفاعية
في توقيت بالغ الأهمية، تلقى الهلال دفعة فنية ومعنوية كبيرة بعودة الظهير البرتغالي جواو كانسيلو للتدريبات الجماعية، بعد تعافيه الكامل من الإصابة التي تعرّض لها في العضلة الخلفية للفخذ خلال مواجهة جوانغجو في دوري أبطال آسيا.
كانسيلو، الذي خاض مع الفريق هذا الموسم 34 مباراة في مختلف البطولات، قدّم مستوى مميزًا على الصعيد الدفاعي والهجومي، حيث سجل هدفين وصنع 11 هدفًا، ليكون من العناصر المؤثرة في تشكيلة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس.
انضمام كانسيلو مجددًا يمنح المدرب مرونة تكتيكية أكبر على الأطراف، خاصة في ظل قوة المنافسين الذين يعتمدون على الأجنحة السريعة والاختراقات الجانبية، ما يجعل من وجود لاعب بخبراته إضافة كبيرة للفريق.
إدارة الهلال وضعت برنامجًا تحضيريًا متكاملًا للفريق قبل انطلاق البطولة، يشمل معسكرًا تدريبيًا في مدينة ميامي الأمريكية، حيث يخوض الفريق تدريباته اليومية على ملاعب مجهزة بأحدث التقنيات.
ويخوض الهلال خلال المعسكر مباراتين وديتين ضد فرق أوروبية تم الاتفاق عليها مسبقًا، تهدف إلى رفع الجاهزية البدنية والفنية، واختبار التشكيلة الأساسية أمام منافسين من مستوى عالٍ قبل انطلاق المباريات الرسمية.
كما تولي الإدارة الفنية أهمية خاصة للجاهزية الذهنية للاعبين، في ظل أهمية تمثيل الكرة السعودية أمام العالم، وتحقيق نتائج إيجابية تعكس تطور الكرة الآسيوية وتؤكد جاهزية الهلال للمنافسة مع كبار أندية العالم.
يعتمد الهلال في مشاركته على مزيج من النجوم المحليين والدوليين، مثل سلمان الفرج، ياسر الشهراني، محمد كنو، إضافة إلى اللاعبين الأجانب مثل مالكوم، نيمار (إذا استعاد لياقته قبل البطولة)، وسافيتش.
كما يملك الفريق خبرة دولية معتبرة، حيث سبق له الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية عام 2022، قبل أن يخسر أمام ريال مدريد بنتيجة 5-3، ما يمنحه أفضلية في التعامل مع أجواء البطولة وضغط المباريات الكبرى.
جماهير الهلال تضع آمالًا كبيرة على فريقها في هذه المشاركة العالمية، خاصة بعد التتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين وتحقيق نتائج مميزة هذا الموسم. التطلعات تتجاوز مجرد الحضور المشرف، وتمتد نحو المنافسة على مراكز متقدمة، في ظل الدعم الكبير من الإدارة والجهاز الفني، والاستقرار الذي يعيشه الفريق.
مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية 2025 تمثل محطة فارقة في تاريخ النادي، واختبارًا مهمًا يعكس مدى تطور الكرة السعودية، التي باتت تحظى باعتراف عالمي ومع عودة النجوم ونجاح الاستعدادات، يدخل الهلال البطولة بطموحات عالية، واضعًا نصب عينيه تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سجله الحافل بالبطولات القارية والمحلية.