في ليلة كروية لا تنسى، نجح باريس سان جيرمان أخيرًا في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، بعدما توج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه الكبير والمستحق على إنتر ميلانو الإيطالي بنتيجة 5-0 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونيخ الألمانية.
باريس سان جيرمان يكتب التاريخ
الفريق الباريسي دخل المواجهة وهو عازم على انتزاع اللقب الأغلى في القارة، وتمكن من فرض سيطرته المطلقة منذ الدقائق الأولى، وسط أداء هجومي منظم وسرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم، ما أربك دفاعات الفريق الإيطالي.
جاءت الأهداف تباعًا وبأسلوب فني راقٍ يعكس تطور باريس الكبير خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت استثمارات ضخمة ومشروعًا كرويًا طويل الأمد وضع دوري الأبطال في صدارة أولوياته.
سجل أهداف اللقاء كل من أشرف حكيمي الذي افتتح النتيجة في الدقيقة 12 بعد مجهود فردي مميز، ثم أضاف ديزيريه دوي هدفين في الدقيقتين 20 و63، بينما سجل خفيتشا كفاراتسخيليا الهدف الرابع في الدقيقة 73، قبل أن يختتم سيني مايولو الخماسية بهدف خامس في الدقيقة 87، ليؤكد التفوق الكاسح لفريق العاصمة الفرنسية.
هذا الانتصار من باريس سان جيرمان لم يكن مجرد فوز بل هو لحظة تاريخية كتبت بحروف من ذهب في سجلات النادي، الذي سعى منذ عام 2011 حين استحوذ عليه جهاز قطر للاستثمار لتحقيق هذا الإنجاز.
ورغم الوصول إلى النهائي في نسخة 2020 أمام بايرن ميونخ، إلا أن الفريق فشل حينها في التتويج، قبل أن يعود بعد خمس سنوات ليكسر النحس ويصعد إلى منصة التتويج لأول مرة.
مشاهد الفرح اجتاحت شوارع باريس، حيث خرج الآلاف من الجماهير إلى الساحات الرئيسية وعلى رأسها شارع الشانزليزيه، للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي.
الأعلام الزرقاء والحمراء ارتفعت، والأهازيج لم تتوقف، في لحظة طالما حلم بها عشاق الفريق الذين انتظروا طويلاً هذه الفرحة.
في المقابل، انتشرت قوات الأمن في أماكن التجمعات بكثافة لضمان سلامة الاحتفالات التي استمرت حتى ساعات الصباح.
ومن المنتظر أن تستمر الأجواء الاحتفالية في العاصمة الفرنسية، حيث يرتقب أن يحظى اللاعبون باستقبال أسطوري عند عودتهم إلى باريس، وسط توقعات بتنظيم موكب مفتوح يُطاف فيه بالكأس في شوارع المدينة، احتفالًا باللقب الذي أنهى عقدًا ونصف من الانتظار والتطلع.
بهذا التتويج، ينضم باريس سان جيرمان إلى قائمة عمالقة أوروبا الذين نجحوا في رفع الكأس ذات الأذنين، ويبعث برسالة قوية لبقية الأندية أن مشروعه لم يكن مجرد طفرة مالية، بل بناء تدريجي لفريق قادر على صنع المجد وكتابة التاريخ في أكبر المحافل الكروية.