عمرو السولية يودع الأهلي برسالة مؤثرة ويغلق صفحة 9 سنوات من المجد

أعلن النجم المصري عمرو السولية، لاعب وسط النادي الأهلي، رحيله رسميًا عن القلعة الحمراء، منهيًا بذلك رحلة استمرت 9 سنوات ونصف ارتدى خلالها قميص الأهلي، وخاض خلالها تحديات كثيرة، كتب فيها اسمه بين أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ النادي وجاء إعلان الرحيل برسالة مؤثرة نشرها اللاعب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، حملت كلمات نابعة من القلب، تحدث فيها عن الامتنان والحب، والفخر بما قدمه داخل جدران نادي القرن.
عمرو السولية يودع الأهلي برسالة مؤثرة
كتب السولية في رسالته: “جمهور الأهلي العظيم، جاءت لحظة الوداع. اليوم أعلن انتهاء مشواري مع النادي الأهلي تسع سنوات ونصف منذ اليوم الأول لي داخل جدران النادي الأهلي، كنتم الداعم لي في كل لحظة وفي كل مكان ذكريات كتير عشناها مع بعض، منها لحظات صعبة عدّينا بيها سوا، ولحظات الفرحة والتتويج بالبطولات، ولحظات معرفناش فيها المستحيل”.
هذه الكلمات حملت قدرًا كبيرًا من العاطفة والصدق، حيث بدت كأنها تلخص رحلة لاعب أفنى سنوات عمره في خدمة شعار النادي، وساهم بكل نقطة عرق في تحقيق الإنجازات، وإسعاد الجماهير.
أرقام لا تنسى في مسيرة حافلة
قدم عمرو السولية إحصائية دقيقة لما قدمه داخل الفريق، كنوع من التوثيق والاعتراف بالمسؤولية التي حملها طوال مشواره، وقال: “خضت 342 مباراة بقميص الأهلي، سجلت خلالها 34 هدفًا، وصنعت 29 آخرين وكنت جزءًا من التتويج بـ24 بطولة محلية وقارية”.
وتابع: “الحمد لله عمري ما قصرت، ولا بخَلت بنقطة عرق واحدة. فخور بما قدمته، وفخور بالرحلة من البداية للنهاية أتمنى أكون أديت رسالتي على أكمل وجه”.
الأرقام التي ذكرها اللاعب تؤكد مدى تأثيره الفني الكبير داخل الملعب، خاصة في مركز حيوي مثل خط الوسط، حيث لم يكن مجرد لاعب ارتكاز تقليدي، بل كان دائمًا حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، إلى جانب قدراته في التصويب والمشاركة الهجومية.
وداع الجماهير.. “يا سولية.. بنحبك يا أبو ليلى”
من أكثر الجوانب التي تأثر بها السولية، كانت علاقته القوية بجمهور الأهلي، الذي لم يبخل عليه أبدًا بالدعم والمساندة وقال في رسالته: “هتافكم عمرو يا سولية.. بنحبك يا أبو ليلى، كان دايمًا بيساعدني، ويديني طاقة، وعمري ما هنساه حبكم ليا محفور في قلبي ومش ممكن أنساه”.
كما وجه رسالة شكر خاصة إلى عمال المهمات في النادي، واصفًا إياهم بـ”أخوة العمر”، وكتب: “شكراً على حبكم على مدار تسع سنوات ونصف، قضيت بينكم أحلى الأوقات واللحظات اللي كلها حب وأخوة”.
نهاية الرحلة.. وبداية مرحلة جديدة
رسالة السولية جاءت بعد إعلان إدارة النادي الأهلي رسميًا عدم تجديد عقده، في إطار خطة الإحلال والتجديد التي يقودها المدير الفني خوسيه ريفيرو، والتي تهدف إلى ضخ دماء جديدة في الفريق استعدادًا للموسم المقبل، الذي يشهد مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.
ورحيل السولية جاء ضمن موجة تغييرات كبيرة تضمنت أيضًا رحيل أسماء كبيرة مثل علي معلول، ورامي ربيعة، وأكرم توفيق، ضمن توجه لتحديث القوام الرئيسي للفريق، مع الحفاظ على شخصية الأهلي التاريخية التي تجمع بين الخبرة والطموح.
عمرو السولية.. القائد الهادئ وصاحب البصمة
طوال رحلته مع الأهلي، لم يكن السولية مجرد لاعب وسط مميز، بل كان قائدًا داخل الملعب وخارجه تميز بثباته الانفعالي، وقدرته على التعامل مع المباريات الكبيرة، ومهارته في التمرير والتسديد والتغطية الدفاعية كما لعب دورًا كبيرًا في قيادة الأهلي خلال أصعب فتراته، وشارك في العديد من الإنجازات الكبرى، أبرزها:
- الفوز بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات (2020، 2021، 2023)
- التتويج بكأس السوبر الإفريقي مرتين
- الفوز بالدوري المصري الممتاز خمس مرات
- المشاركة في كأس العالم للأندية وتحقيق برونزيتين
كما كان صاحب هدف في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2020 أمام الزمالك، ذلك اللقاء التاريخي الذي فاز فيه الأهلي 2-1، في واحدة من أشرس النهائيات على الإطلاق.
إرث يبقى رغم الرحيل
رحيل عمرو السولية لا يعني نهايته في ذاكرة جمهور الأهلي، بل على العكس، فقد كتب اللاعب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي، برقم 17 الذي سيظل محفورًا في قلوب المشجعين، وباسم أصبح مرادفًا للالتزام والإخلاص.
ورغم أن كرة القدم لا تعترف بالثوابت، إلا أن ما قدمه السولية سيظل محفورًا في تاريخ القلعة الحمراء، ليس فقط بالأهداف والبطولات، بل بالمواقف والمبادئ التي حافظ عليها طوال مسيرته.
المستقبل بعد الأهلي
حتى الآن، لم يعلن السولية عن وجهته المقبلة، لكن التكهنات تدور حول انتقاله إلى أحد الأندية الخليجية، أو العودة للعب داخل مصر لكن خارج أسوار الأهلي. ومهما كانت وجهته، فإن مشواره داخل الأهلي سيظل النموذج الأبرز للاعب المحترف صاحب الولاء والروح العالية.
رحيل عمرو السولية عن الأهلي هو نهاية فصل عظيم من تاريخ لاعب مميز، وبداية لمرحلة جديدة قد تكون مليئة بالتحديات لكن يبقى الثابت أن جمهور الأهلي لن ينسى من أعطى وأخلص، وسيبقى هتاف “عمرو يا سولية.. بنحبك يا أبو ليلى” يتردد في المدرجات طويلًا بعد خروجه منها.