تشيلسي بطل العالم للمرة الثانية: ثلاثية تحسم نهائي مونديال الأندية 2025 أمام باريس سان جيرمان

في ليلة كروية استثنائية، أسدل الستار على أول نسخة موسعة من بطولة كأس العالم للأندية 2025، والتي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 فريقًا من مختلف القارات، وعلى ملعب “ميتلايف” في ولاية نيوجيرسي، حقق فريق تشيلسي الإنجليزي مفاجأة مدوية بتغلبه على نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثة أهداف دون رد، ليتوج بلقبه الثاني في البطولة العالمية، ويكتب فصلاً جديدًا في تاريخ الكرة الأوروبية.
رغم أن معظم الترشيحات كانت تصب في صالح باريس سان جيرمان، بطل دوري أبطال أوروبا، الذي دخل المباراة مدججًا بكوكبة من النجوم، فإن تشيلسي قدم أداءً تكتيكيًا مثاليًا، واستغل أخطاء الخصم بفعالية هجومية عالية، ليحسم اللقاء عمليًا منذ الشوط الأول.
مجريات المباراة: شوط أول ناري
بدأ اللقاء بحذر نسبي من الجانبين، لكن تشيلسي سرعان ما فرض سيطرته على إيقاع اللعب، بفضل تحركات كول بالمر وتمركز جواو بيدرو في العمق الهجومي، ونجح الفريق اللندني في هز شباك الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما للمرة الأولى في الدقيقة 22، بعد تمريرة متقنة من بالمر لنفسه عبر مراوغة داخل المنطقة أنهاها بتسديدة أرضية زاحفة.
ولم يكد باريس يستفيق من الصدمة حتى عاد بالمر ليسجل هدفًا ثانيًا في الدقيقة 30، بعدما استغل خطأ دفاعيًا فادحًا في التمرير داخل منطقة الجزاء، ليسكن الكرة الشباك بتسديدة قوية في الزاوية اليمنى العليا.
وبحلول الدقيقة 43، واصل تشيلسي الضغط العالي، ومن هجمة مرتدة منظمة، أرسل كول بالمر تمريرة عرضية رائعة إلى جواو بيدرو الذي لم يتردد في إيداعها داخل المرمى، مسجلًا الهدف الثالث، لينهي البلوز الشوط الأول بنتيجة 3-0 أمام ذهول جماهير باريس.
شوط ثاني دون تغيير في النتيجة
في الشوط الثاني، حاول باريس سان جيرمان العودة إلى أجواء اللقاء عبر التبديلات التكتيكية، ودفع المدرب بعدد من لاعبي الوسط الهجومي، لكن التماسك الدفاعي لتشيلسي، بقيادة أدرابيويو وتشالوباه، حال دون الوصول إلى مرمى الحارس روبرت سانشيز.
ورغم بعض المحاولات الفردية من عثمان ديمبيلي وكفاراتسخيليا، فإن الفريق الفرنسي بدا مفككًا وغير قادر على صناعة فرص حقيقية، لتنتهي المباراة بفوز مستحق لتشيلسي بثلاثية نظيفة، وسط احتفالات كبيرة في المدرجات، وبحضور شخصيات سياسية ورياضية بارزة، على رأسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
كول بالمر.. نجم النهائي بلا منازع
لا شك أن لاعب الوسط الإنجليزي كول بالمر كان رجل المباراة الأول، بعدما سجل هدفين وصنع الثالث، ليقود فريقه نحو اللقب بثقة وثبات، وأثبت اللاعب، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا، أنه أحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، ويستحق عن جدارة جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية.
بالمر أظهر خلال البطولة تميزًا تكتيكيًا كبيرًا، حيث لعب أدوارًا مزدوجة في صناعة اللعب والضغط المبكر، وساهم في تحويل العديد من الفرص إلى أهداف حاسمة، مما جعله أحد أفضل لاعبي البطولة من حيث الأثر المباشر على النتائج.
تشيلسي.. بطل العالم للمرة الثانية
بهذا الانتصار، يضيف نادي تشيلسي لقبًا ثانيًا إلى سجله في بطولة كأس العالم للأندية، بعد تتويجه الأول عام 2021 في النسخة التي أقيمت بالنظام القديم بمشاركة 7 أندية، وتعد هذه النسخة أول بطولة عالمية يحققها الفريق تحت قيادة مدربه الجديد إنزو ماريسكا، الذي نجح في فرض بصمته التكتيكية خلال فترة قصيرة.
وجدير بالذكر أن تشيلسي لم يكن مرشحًا في بداية البطولة، خاصة بعد خسارته في دور المجموعات أمام فلامنغو البرازيلي بنتيجة 3-1، إلا أنه استفاد من مسار أقل تعقيدًا في الأدوار الإقصائية، وتجنب مواجهة فرق ثقيلة مثل مانشستر سيتي وبايرن ميونخ، قبل أن يصطدم بباريس في النهائي ويحقق الانتصار التاريخي.
أبرز أرقام وإنجازات المباراة:
العنصر | التفاصيل |
---|---|
النتيجة النهائية | تشيلسي 3 – 0 باريس سان جيرمان |
ملعب المباراة | ميت لايف ستاديوم – نيوجيرسي، الولايات المتحدة |
الحضور الجماهيري | أكثر من 76,000 مشجع |
رجل المباراة | كول بالمر – هدفان وصناعة هدف |
عدد التتويجات لتشيلسي | لقبان (2021 – 2025) |
المدرب المتوّج | إنزو ماريسكا |
عدد الأهداف في الشوط الأول | 3 أهداف – جميعها لصالح تشيلسي |
أكبر فوز في نهائي النسخة | نعم – بفارق 3 أهداف |
باريس سان جيرمان.. إخفاق غير متوقع
من جهة أخرى، يعد السقوط المدوي لباريس سان جيرمان في هذا النهائي صدمة لعشاق الفريق، خاصة بعد الأداء المميز في نصف النهائي أمام ريال مدريد، الفريق الباريسي بدا بعيدًا عن مستواه المعروف، وفشل لاعبوه في فرض السيطرة أو حتى تقليص الفارق.
ويتوقع أن تفتح هذه الخسارة الباب أمام تغييرات فنية وإدارية داخل النادي، خاصة مع بقاء الكثير من علامات الاستفهام حول جاهزية بعض اللاعبين الكبار، ومدى فعالية اختيارات المدرب في المواعيد الكبرى.
الفيفا يحتفي بالبطولة
بهذا النهائي، يسدل الستار على النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظام 32 فريقًا، والتي أعلن “فيفا” أنها ستقام مرة واحدة كل أربع سنوات، وقد عبرت اللجنة المنظمة عن رضاها الكبير عن التنظيم والمستوى الفني، مع تأكيد إقامة النسخة التالية في عام 2029، في دولة لم يتم الإعلان عنها بعد.
وقد شهدت البطولة تغطية إعلامية ضخمة، وحضورًا جماهيريًا قياسيًا، ما يعكس النمو المتزايد لشعبية كرة القدم على مستوى الأندية حول العالم.
تشيلسي، الفريق الذي بدأ البطولة وسط شكوك وتوقعات محدودة، أنهى مشواره فوق القمة، بلقب عالمي، وأداء مدهش، ونجم جديد يُكتب اسمه بين الكبار، وفي ليلة نيوجيرسي، لم يكن الفوز مجرد انتصار رياضي، بل كان درسًا في الانضباط والروح القتالية والثقة بالنفس، أما باريس، فسيعود إلى قواعده ليعيد الحسابات وبين هذه السطور، تسجل كرة القدم سحرها المعتاد: لا مكان للأسماء، والمجد يصنع داخل المستطيل الأخضر.