كارفاخال على أعتاب إنجاز تاريخي في دوري أبطال أوروبا

في مسيرة كرة القدم المليئة بالألقاب والإنجازات، هناك لحظات يصعب تكرارها، وأرقام تقف شامخة في ذاكرة الجماهير والتاريخ، من بين هذه اللحظات المنتظرة، يقف قائد ريال مدريد، داني كارفاخال، على أعتاب إنجاز فريد من نوعه، وهو الوصول إلى اللقب السابع في دوري أبطال أوروبا، ليصبح اللاعب الأكثر تتويجًا بالبطولة على مدار تاريخها.
إنجاز لم يسبقه إليه أحد
يتقاسم كارفاخال حاليًا صدارة قائمة الأكثر تتويجًا بدوري الأبطال مع نخبة من الأساطير، أبرزهم الراحل باكو خينتو، وكذلك زميلاه السابقان في ريال مدريد، لوكا مودريتش وناتشو فرنانديز، بالإضافة إلى الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله مؤخرًا عقب نهاية الموسم.
لكن ومع انتقال لوكا مودريتش إلى صفوف ميلان، الذي لن يشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فإن كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذه المجموعة الذي ما زال يرتدي قميص ريال مدريد، ويملك الفرصة الحقيقية للانفراد بالرقم القياسي التاريخي في نسخة 2026 من دوري الأبطال.
القائد الذي يحمل الحلم
كارفاخال ليس مجرد ظهير أيمن في ريال مدريد، بل هو أحد أبناء النادي الذين تدرجوا من الفئات السنية إلى الفريق الأول، وأثبتوا جدارتهم بقيادة الجبهة اليمنى لعقد من الزمن تقريبًا.
وبعد رحيل الكابتن ناتشو هذا الصيف، بات كارفاخال رسميًا قائد ريال مدريد الأول، وهو ما يزيد من ثقل المسؤولية على عاتقه، لكنه في الوقت ذاته يمنحه فرصة فريدة بأن يكون هو من يرفع الكأس الأوروبية الأغلى في حال تتويج الفريق بها.
تحديات تنتظره في الموسم الجديد
رغم أن الإنجاز يبدو قريبًا على الورق، فإن الطريق إلى اللقب السابع محفوف بالتحديات، أولها عودة كارفاخال من إصابة قوية في الركبة أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر، حيث تعرض للإصابة في أكتوبر الماضي، وعاد مؤخرًا إلى التدريبات تمهيدًا للموسم الجديد.
التحدي الثاني يكمن في المنافسة المحتدمة على مركزه الأساسي، خاصة بعد التعاقد مع النجم الإنجليزي ترنت ألكسندر أرنولد، القادم من ليفربول في صفقة ضخمة، حيث يتوقع أن تكون المنافسة بين النجمين شديدة، مع وجود احتمال تدوير اللاعبين حسب الخطة والخصم.
أما التحدي الثالث، فهو التأقلم مع أسلوب المدرب الجديد تشابي ألونسو، الذي تولى القيادة الفنية للميرنغي عقب رحيل أنشيلوتي، تشابي، الذي لعب بجوار كارفاخال في موسم 2013-2014، يُعرف بصرامته التكتيكية، وبتفضيله اللعب السريع والمباشر، ما قد يتطلب من الظهير الإسباني تطوير جوانب إضافية في أدائه الهجومي والدفاعي.
إنجازات سابقة تدعم الحلم
منذ انضمامه للفريق الأول لريال مدريد عام 2013، حقق كارفاخال سلسلة من الألقاب المبهرة، إذ توج بلقب دوري أبطال أوروبا في مواسم: 2014، 2016، 2017، 2018، 2022، و2024، وكان عنصرًا أساسيًا في معظم هذه النهائيات.
ويمتلك كارفاخال سجلًا دفاعيًا قويًا، إلى جانب مساهماته الهجومية الحاسمة في بعض المناسبات، خاصة تمريراته العرضية وتحركاته على الخط الجانبي. كما يتميز بروحه القتالية العالية وقيادته الهادئة داخل وخارج الملعب، ما يجعله أحد أعمدة ريال مدريد الحديثة.
لوكا مودريتش يرحل
من جهة أخرى، غادر النجم الكرواتي لوكا مودريتش صفوف ريال مدريد رسميًا بعد نهاية عقده في يونيو 2025، عقب الخروج من كأس العالم للأندية على يد باريس سان جيرمان.
واتجه مودريتش إلى نادي ميلان الإيطالي، حيث سيوقع على عقد لموسم واحد مع خيار التمديد، ويتقاضى راتبًا سنويًا يقدّر بـ2.5 إلى 3 ملايين يورو، وسيبدأ النجم الكرواتي رحلته الجديدة مع الروسونيري بعد انتهاء عطلته الصيفية، وسط توقعات أن تكون هذه آخر محطاته في الملاعب الأوروبية.
بمغادرة مودريتش، يظل كارفاخال الأمل الأخير من “جيل الأبطال” في تحقيق رقم قياسي يصعب تكراره، وهو حمل الكأس الأوروبية للمرة السابعة، ليصنع التاريخ في القارة العجوز.
أرقام كارفاخال في دوري أبطال أوروبا
لإعطاء نظرة أكثر وضوحًا على مسيرته، إليك جدولًا بأبرز أرقام كارفاخال في دوري أبطال أوروبا:
الموسم | عدد المباريات | التمريرات الحاسمة | الألقاب |
---|---|---|---|
2013-2014 | 10 | 1 | 1 |
2015-2016 | 8 | 2 | 1 |
2016-2017 | 11 | 4 | 1 |
2017-2018 | 9 | 1 | 1 |
2021-2022 | 12 | 2 | 1 |
2023-2024 | 11 | 1 | 1 |
الإجمالي | 61 | 11 | 6 ألقاب |
ماذا يقول التاريخ؟
على مدار تاريخ دوري أبطال أوروبا، لم يتمكن أي لاعب من رفع الكأس سبع مرات. الرقم القياسي (6 ألقاب) كان يظنه البعض مستحيلًا، قبل أن يأتي جيل ريال مدريد الذهبي ليكسره ويكرره، لكن كارفاخال الآن أمام فرصة الانفراد بالزعامة، ليصبح “ملك أوروبا” بلا منازع.
جمهور ريال مدريد ينتظر اللحظة
الجماهير المدريدية التي اعتادت على رؤية كارفاخال وهو يذود عن القميص الأبيض في أصعب اللحظات، تأمل أن ترى نجمها يكتب سطرًا جديدًا في تاريخ المجد الأوروبي، فاللاعب الذي نشأ في أكاديمية “لا فابريكا” يستحق أن يُكرم بلقب فريد، يتوج به رحلته الطويلة والمليئة بالإنجازات.
داني كارفاخال لا يسعى فقط للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة، بل يطمح لأن يدون اسمه كأكثر من مجرد مدافع أو قائد، يريد أن يذكر باعتباره أحد أعظم من لعبوا في البطولة الأهم في القارة، لاعب من طينة الكبار الذين يصنعون التاريخ ولا يكتفون بقراءته.