منذ أن وطأت قدماه أرض الاتحاد السعودي، أثبت كريم بنزيما أن انتقاله لم يكن مجرد ضجة إعلامية أو صفقة تسويقية، بل إضافة فنية خالصة ذات قيمة عليا. فرض بنزيما سيطرته على دوري روشن بهدوء وثبات، وصنع لنفسه مكانة استثنائية، ليس فقط كمهاجم، بل كقائد هجومي وقطعة فنية متكاملة داخل المستطيل الأخضر.
لغة الأرقام لا تكذب
بنزيما خاض حتى الآن 62 مباراة رسمية بقميص الاتحاد، أسهم خلالها في 54 هدفًا بشكل مباشر (36 هدفًا و18 تمريرة حاسمة) في كافة المسابقات: دوري روشن، كأس الملك، دوري أبطال آسيا، البطولة العربية، كأس العالم للأندية، والسوبر السعودي. هذه الأرقام تعكس ثبات مستواه وقيمته الفنية في كل بطولة شارك فيها.
وفي دوري روشن تحديدًا، يحتل بنزيما المرتبة الثانية في قائمة الهدافين برصيد 21 هدفًا، متعادلًا مع حمدالله، لكنه يتفوق من حيث “النقاء التهديفي”، إذ لم يسجل أي هدف من ركلات جزاء. للمقارنة، كريستيانو رونالدو – متصدر الهدافين – أحرز 23 هدفًا، 7 منها من علامة الجزاء. بنزيما إذًا هو الهداف الحقيقي الذي يصنع الفارق من اللعب المفتوح.
أكثر من مجرد هداف
ما يميز بنزيما عن غيره من المهاجمين في الدوري أنه ليس مجرد قناص داخل منطقة الجزاء. قوته الحقيقية تكمن في كونه مهاجمًا شاملًا: يتقن الربط بين الخطوط، واستدراج المدافعين، وصناعة الفرص. حضوره أسهم بشكل مباشر في تألق موسى ديابي كأفضل صانع ألعاب في الدوري بـ14 تمريرة حاسمة، معظمها جاء بعد تحركات وتمهيدات ذكية من بنزيما.
هو مهاجم بلمسة صانع ألعاب، لا يسعى فقط وراء مجده الشخصي، بل يعمل من أجل نجاح الفريق ككل. هذه الميزة النادرة تجعل بنزيما قطعة لا تُقدّر بثمن في تشكيلة الاتحاد.
يتفوق على نجوم أوروبا
بنزيما لم يكتفِ بالأرقام، بل تفوق على أسماء هجومية كبيرة قادمة من أوروبا مثل كريستيانو رونالدو، روبيرتو فيرمينو، أوباميانغ، ألكسندر ميتروفيتش، وإيفان توني. هؤلاء النجوم، رغم بريقهم، احتاجت فرقهم إلى تقديم تضحيات تكتيكية لتسهيل مهمتهم التهديفية، في حين أن بنزيما هو من يقدّم التضحيات لزملائه، ويخدم المنظومة دون أن يتنازل عن إنجازه الشخصي.
أقرب لاعب للقب
بنزيما هو الأقرب لتحقيق لقب دوري روشن هذا الموسم، في ظل تبقي ثلاث جولات فقط، ومع أداء هجومي منضبط وكفاءة تهديفية مذهلة جعلته يتفوق على حمدالله وكريستيانو بالأرقام الصافية، دون الحاجة لركلات الجزاء أو تسهيلات ميدانية.
قائد داخل وخارج الملعب
الاتحاد هذا الموسم هو متصدر دوري روشن، وصاحب أعلى حضور جماهيري، وأكثر الفرق ثباتًا على ملعبه دون أي هزيمة. في قلب هذا النجاح، يقف بنزيما كأحد الركائز الأساسية، وكأنه امتداد للمدرب داخل الملعب، ينقل الخبرة، ويقود برؤية وهدوء.
الخلاصة
في ظل هذه الأرقام، والتأثيرات الفنية، والتفوق على أكبر الأسماء، لا يبدو السؤال “هل بنزيما أفضل مهاجم في دوري روشن؟” في محله. بل الأصح أن نتساءل: هل هناك مهاجم آخر قادر على تقديم ما يقدمه بنزيما؟ والإجابة على الأرجح: لا.
بنزيما هو المهاجم المخضرم، الظاهرة، وقائد الاتحاد نحو المجد.