مبابي يواجه باريس سان جيرمان للمرة الأولى منذ رحيله.. قمة نارية في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025

في مواجهة كروية مشحونة بالتاريخ والتوتر والدراما، يلتقي النجم الفرنسي كيليان مبابي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان، وذلك للمرة الأولى منذ رحيله عن صفوف الفريق الباريسي في صيف 2024، لينضم رسميًا إلى ريال مدريد الإسباني، في خطوة أنهت فصول علاقة امتدت لسبع سنوات.
وتقام المباراة مساء الأربعاء ضمن نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، على ملعب “ميتلايف” بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تترقب الجماهير حول العالم هذه المواجهة الفريدة، ليس فقط بسبب قوتها الفنية، بل لما تحمله من خلفيات إنسانية وقانونية معقدة بين اللاعب وناديه السابق.
من باريس إلى مدريد.. انتقال يثير الجدل
قضى مبابي سبعة مواسم كاملة في صفوف باريس سان جيرمان، كان خلالها الهداف التاريخي للنادي، برصيد بلغ 256 هدفًا في 308 مباريات ومع ذلك، فإن طريقة خروجه من النادي لم تكن سلسة، بل أثارت جدلاً واسعًا، خصوصًا مع قراره الرحيل مجانًا دون تجديد عقده أو تمديده، وهو ما حرم النادي الفرنسي من أي عائد مادي مقابل نجم بحجمه.
شعر كثير من جماهير وإدارة باريس أن مبابي في عامه الأخير لم يكن ملتزمًا كالسابق، وأنه كان فقط ينتظر اللحظة المناسبة لتحقيق حلم الطفولة، المتمثل في ارتداء قميص ريال مدريد.
خلافات مالية وقضية قانونية مشتعلة
بعد انتقاله، تفجرت أزمة قانونية بين اللاعب وناديه السابق، حيث طالب مبابي بالحصول على مستحقات مالية متأخرة تصل إلى 55 مليون يورو، تشمل أجورًا ومكافآت لم تُصرف له خلال الأشهر الأخيرة من عقده.
وتصاعدت الأمور حين تقدم مبابي بشكوى قانونية يتهم فيها سان جيرمان بالمضايقة الأخلاقية، في إشارة إلى الضغوط التي تعرض لها في نهاية مسيرته مع النادي إلا أن محامي مبابي كشف قبل أيام أنه سحب هذه الشكوى رسميًا، في خطوة اعتبرها البعض تهدف إلى تهدئة الأجواء قبيل اللقاء المرتقب.
مشاركة محدودة وتألق في الوقت الحاسم
لم تكن بداية مبابي في بطولة كأس العالم للأندية 2025 مثالية، حيث غاب عن دور المجموعات نتيجة إصابته بفيروس في المعدة استدعى دخوله المستشفى لعدة أيام وفي غيابه، ظهر النجم الشاب غونسالو غارسيا بشكل لافت، إذ خاض كل مباريات الفريق في البطولة وسجل أربعة أهداف، ليثبت نفسه ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب تشابي ألونسو.
لكن مبابي عاد بقوة في ربع النهائي أمام بوروسيا دورتموند، إذ شارك كبديل في منتصف الشوط الثاني، ونجح في تسجيل هدف رائع من ضربة مقصية أكروباتية، حسم بها فوز فريقه بنتيجة 3-2 في الدقيقة الأخيرة من اللقاء.
تشابي ألونسو يقود الثورة في ريال مدريد
منذ تسلّمه مهمة تدريب ريال مدريد خلفًا لكارلو أنشيلوتي، عمل تشابي ألونسو على إحداث تحول تكتيكي كبير في الفريق، حيث تنقل ببراعة بين خطة الدفاع الثلاثي والدفاع الرباعي، مع توظيف مرن للاعبين في أدوار هجومية ودفاعية متعددة.
ومع دخول الفريق المربع الذهبي، يبقى السؤال الأبرز: هل سيبدأ مبابي أساسيًا أمام فريقه السابق؟، أم يُبقيه ألونسو كورقة رابحة في الشوط الثاني؟ خصوصًا أن المباراة تحمل طابعًا عاطفيًا قد يؤثر على تركيز اللاعب.
لويس إنريكي: التأهل هو الهدف الوحيد
من جانبه، بدا مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي متحفظًا في تصريحاته قبل اللقاء، حيث قال: “لا يهم من نواجه، الأهم أننا وصلنا إلى نصف النهائي، ونحن عازمون على بلوغ النهائي”.
ويبدو أن إنريكي لا يرغب في الدخول في دوامة التصريحات المتعلقة بمبابي أو الماضي، مفضلًا التركيز على الجوانب الفنية وتهيئة فريقه نفسيًا وبدنيًا لهذه المواجهة الحاسمة.
باريس سان جيرمان يدخل اللقاء بثبات
رغم كل الضغوط الإعلامية، يخوض باريس سان جيرمان اللقاء وهو في حالة استقرار فني ملحوظة، حيث قدم أداء متوازنًا في الأدوار السابقة من البطولة. ويعوّل الفريق على مجموعة من النجوم أبرزهم:
- الحارس جيانلويجي دوناروما
- المدافع ماركينيوس
- النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي
- لاعب الوسط فيتينيا
- والمهاجم الشاب راندال كولو مواني
ويدرك الفريق الفرنسي أن الفوز على ريال مدريد لن يكون سهلًا، لكنه يملك من الخبرة والطموح ما يؤهله لتقديم مباراة كبيرة.
مباراة بثلاثة أبعاد
تعد هذه المباراة فريدة من نوعها لكونها تحمل ثلاث زوايا مختلفة:
- البعد الفني: صراع كروي تكتيكي بين فريقين من النخبة.
- البعد الشخصي: مواجهة مباشرة بين مبابي وناديه السابق.
- البعد الجماهيري: ملايين المشجعين حول العالم يترقبون كيف سيتعامل مبابي مع هذه اللحظة التاريخية.
أرقام من مشوار مبابي مع سان جيرمان
إليك ملخصًا لأبرز ما قدمه مبابي خلال مشواره مع النادي الباريسي:
المعيار | القيمة |
---|---|
عدد المواسم | 7 مواسم |
عدد المباريات | 308 مباراة |
عدد الأهداف | 256 هدفًا |
عدد الألقاب | 13 لقبًا محليًا |
أفضل موسم تهديفي | موسم 2022-2023 (42 هدفًا) |
مهما كانت نتيجة المباراة، فإن مساء الأربعاء سيُسجل في تاريخ كرة القدم كلحظة رمزية، حيث يواجه اللاعب الأبرز في تاريخ باريس سان جيرمان ناديه السابق بقميص المنافس الأكبر لحظة تختصر سنوات من المجد، التوتر، الطموحات والأحلام.