في خطوة رسمية تؤكد حجم الثقة والرهان الكبير، أعلن نادي برشلونة أن النجم الصاعد لامين يامال سيرتدي الرقم 10 بداية من الموسم المقبل. هذا الرقم الأسطوري الذي حمله من قبل ليونيل ميسي ورونالدينيو، أصبح الآن في يد “الطفل المعجزة”. لكن، هل نحن أمام مجرد موهبة؟ أم أمام الظاهرة الكروية الجديدة التي ستُعيد كتابة تاريخ كرة القدم؟
برشلونة بعد ميسي: البحث عن “المنقذ”
منذ رحيل ليونيل ميسي، عانى برشلونة من غياب لاعب “متطرف هجوميًا” قادر على صناعة الفارق. على الرغم من امتلاك النادي مجموعة جيدة من اللاعبين، إلا أن الفشل الأوروبي كان العنوان الأبرز، مع موسمين متتاليين في الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ). تراجع المستوى الهجومي وغياب اللاعب القادر على خلق الحلول الفردية كانا من أبرز مشاكل الفريق.
جاء يامال، ليُعيد الأمل. لاعب يملك كل شيء: المهارة، الرؤية، الثقة، والقدرة على الحسم. ومع ذلك، لم يكن أحد يتوقع أن يكون التأثير سريعًا بهذا الشكل.
مقالات ذات صلة:
- فريمبونج vs أرنولد: هل يعوّض نجم ليفركوزن رحيل نجم ليفربول إلى ريال مدريد؟
- رسميًا.. برشلونة يتوج بطلاً للدوري الإسباني لعام 2025: حقبة الثورة بقيادة فليك
- ترتيب سباق الحذاء الذهبي الأوروبي 2025 : صلاح ومبابي يلاحقان جيوكيريس في صراع شرس
لامين يامال… المعجزة التي قلبت موازين برشلونة
ظهور لامين يامال قلب الأمور رأسًا على عقب. في موسمه الأول، وصل برشلونة إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ثم إلى نصف النهائي في الموسم التالي. التألق الواضح للاعب ذو الـ17 عامًا لم يكن وليد الصدفة:
- نضج تكتيكي مذهل لعمره الصغير.
- ساهم في 41 هدفًا (تسجيلًا وصناعة).
- أكثر لاعب صناعة للأهداف في الدوري الإسباني.
- أكثر من صنع فرصًا محققة في الدوري الإسباني.
- أكثر من قام بمراوغات ناجحة هذا الموسم.
- ساهم في الفوز بـ نهائي كأس الملك ونهائي السوبر.
- سجل وصنع في 5 أهداف ضد ريال مدريد.
- تألق واضح أمام فرق مثل إنتر ميلان وبايرن ميونيخ.
هذه الأرقام تثبت أن برشلونة وجد من يُمكنه قيادة المشروع القادم.
يورو 2024: حين أصبح “الظاهرة” عالميًا
في يورو 2024، قدّم يامال نسخة نادرة من لاعب صغير يتوهج في المحافل الكبرى. قاد منتخب بلاده للقب القاري بعمر 16 عامًا، وكان:
- أصغر لاعب يفوز باليورو.
- أكثر من صنع تمريرات حاسمة في البطولة.
- ساهم بأهداف في كل الأدوار الإقصائية.
لم يُطلق لقب “الظاهرة” على أي لاعب بعد رونالدو البرازيلي… حتى ظهر لامين يامال. حتى ليونيل ميسي بنفس العمر لم يكن بهذا التأثير ولا هذه الفاعلية في الفريق.
اللاعب | العمر | الأهداف | التمريرات الحاسمة | دقائق اللعب | عدد البطولات |
لامين يامال | 17 عامًا | 17 هدفًا | 25 أسيست | 3100 دقيقة | 3 بطولات |
ليونيل ميسي | 17-18 عامًا | 7 أهداف | 3 أسيست | 1200 دقيقة | 1 بطولة |
لماذا الرقم 10؟ ولماذا الآن؟
الحصول على الرقم 10 في برشلونة ليس مجرد “حدث إعلامي”، بل هو اعتراف رسمي من النادي بأن يامال أصبح نجم الفريق الأول، وأنه الوريث الشرعي لأساطير الرقم التاريخي مثل ليونيل ميسي و أنه قائد الحقبة التاريخية القادمة لنادي برشلونة.
الرقم 10 لم يُمنح لأي لاعب منذ رحيل ميسي، لأن هذا الرقم له قدسية خاصة بالنسبة لجماهير برشلونة؛ لم يرتده سوى أساطير خلدوا أسماءهم في تاريخ كرة القدم مثل مارادونا، ريفالدو، روماريو، رونالدينيو، وميسي. لكن بعد ما قدمه يامال، لم يعد هناك شك في أنه خليفة الرقم 10.
هل يكون لامين يامال أصغر فائز بالكرة الذهبية؟
اليوم، أصوات الجماهير تصدح: “بالون دور لامين يامال!“، وهو مطلب مشروع بعد هذا الموسم الخرافي. إن تحقق ذلك، فسيكون:
- أصغر لاعب يفوز بالكرة الذهبية في تاريخ اللعبة.
- خليفة الظاهرة رونالدو الذي فاز بها بعمر 20 مع برشلونة.
في ظل مساهماته في البطولات المحلية والدولية، باتت فرصه في التتويج كبيرة جدًا.
خلاصة: ميسي مرّر الشعلة… ويامال يضيء الطريق
لامين يامال ليس مجرد موهبة. إنه ظاهرة كروية استثنائية. أمتع، أبدع، حسم، وحقق البطولات. أعاد برشلونة إلى الواجهة، وأعاد الروح لرقم 10.
هو فعلاً اللاعب الذي نثر عليه ميسي سحره بنفسه.