الهلال يعتذر عن المشاركة في كأس السوبر السعودي 2025.. واتحاد الكرة يسعى لإقناعه بالعدول
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية السعودية، أبلغ نادي الهلال رسميًا الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتذاره عن عدم المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي 2025، التي من المقرر أن تقام في منتصف أغسطس المقبل في هونغ كونغ، بناء على رؤية فنية من المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي.
قرار الهلال، الذي جاء عقب موسم شاق شهد مشاركة الفريق في عدد من البطولات المحلية والقارية والدولية، وضع اللجنة المنظمة للبطولة والاتحاد السعودي في موقف معقد، خصوصًا أن البطولة تمثل واجهة تسويقية كبرى للكرة السعودية، وتعد من أبرز المحطات التحضيرية قبل بداية الموسم الكروي الجديد.
إنزاجي يرفض المشاركة بسبب الإرهاق
بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط السعودية، فإن قرار الاعتذار جاء من المدرب سيموني إنزاجي، الذي أبدى اعتراضه الفني على توقيت البطولة، معتبرًا أن الفريق يعاني من الإرهاق البدني والذهني، خاصة بعد مشاركته حتى الأدوار النهائية في كأس العالم للأندية 2025، والتي أقيمت مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد إنزاجي في تقريره الفني للإدارة أن “الفريق بحاجة إلى راحة وتنظيم معسكر داخلي مغلق، وليس خوض بطولة إضافية تعرض اللاعبين لمزيد من الضغط والإصابات قبل انطلاق الموسم الجديد”.
الاتحاد السعودي يتحرك لإقناع الهلال
من جهته، لم يُخفِ الاتحاد السعودي لكرة القدم انزعاجه من هذا القرار، حيث بدأ بالفعل تحركات رسمية لإقناع نادي الهلال بالتراجع، نظرًا لما يمثله الفريق من قيمة فنية وتسويقية كبيرة للبطولة.
وأوضحت مصادر أن اتحاد الكرة عقد سلسلة من الاجتماعات المغلقة مع ممثلين عن النادي، محاولًا إيجاد حلول وسط تضمن مشاركة الهلال دون الإضرار بخطط المدرب، وتشمل هذه الحلول:
- تقديم موعد إحدى مباريات الهلال في البطولة
- منح الفريق تسهيلات لوجستية في السفر والراحة
- تخفيف بعض الالتزامات التسويقية خارج الإطار الفني
سيناريوهات مطروحة في حال تمسّك الهلال بالانسحاب
في حال أصر الهلال على قراره، ستواجه البطولة سيناريوهات بديلة، أبرزها:
- تأهل القادسية مباشرة إلى النهائي، لكونه كان سيواجه الهلال في نصف النهائي
- استدعاء فريق بديل (مثل وصيف كأس الملك أو رابع الدوري) لتعويض الهلال
- تعديل شكل البطولة بالكامل لتُقام بنظام نهائي مباشر بين الاتحاد والنصر
لكن تبقى هذه السيناريوهات قيد الدراسة، خاصة أن الجانب القانوني لا يزال معقدًا في مثل هذه الحالات.
الجدل النظامي: هل يعاقب الهلال؟
أثار قرار الهلال بالانسحاب حالة من الارتباك القانوني داخل أروقة اتحاد الكرة، إذ تعد هذه أول حالة انسحاب من كأس السوبر بعد اعتماد شكلها الجديد منذ ثلاثة أعوام، ما يجعل التعامل معها غير واضح في ظل غياب سوابق قانونية مماثلة.
بحسب لائحة الانضباط:
- أي انسحاب بعد إعلان جدول البطولة يُعد مخالفة تستوجب الإحالة إلى لجنة الانضباط والأخلاق
- اللجنة تملك صلاحية فرض عقوبات مالية أو إدارية
- لكن في حالة الهلال، قد ينظر في وجود “قوة قاهرة” متمثلة في الحالة البدنية للفريق عقب مشاركته بكأس العالم للأندية
ويرجح أن تلجأ اللجنة إلى إصدار تنبيه رسمي أو غرامة مالية محدودة دون اللجوء إلى عقوبات رياضية صارمة، تجنبًا لخلق توتر مع أحد أكبر أندية البلاد.
لماذا يعد غياب الهلال أزمة للبطولة؟
غياب الهلال عن السوبر السعودي لا يمثل خسارة فنية فقط، بل يحمل تداعيات تجارية وتسويقية كبيرة:
- الهلال يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة محليًا وآسيويًا
- الفريق يعد من أبرز أدوات الترويج للبطولات السعودية في الخارج
- البطولة تقام خارج المملكة، وبثها وبيع حقوقها يرتبط بأسماء الفرق الكبرى
- اختفاء الهلال قد يضعف الإقبال الجماهيري والإعلامي في هونغ كونغ
ولذلك، فإن الجهات المنظمة تسعى بكل الطرق إلى الحفاظ على الشكل الأصلي للبطولة بمشاركة الهلال.
جدول البطولة (قبل انسحاب الهلال)
| نصف النهائي الأول | الهلال × القادسية | منتصف أغسطس – هونغ كونغ |
| نصف النهائي الثاني | النصر × الاتحاد | منتصف أغسطس – هونغ كونغ |
| النهائي | الفائزان | بعد 3 أيام من نصف النهائي|
السوابق الأوروبية مشابهة.. لكن بصيغ مختلفة
رغم ندرة هذه الحالات، إلا أن بعض الأندية الأوروبية سبق واعتذرت عن المشاركة في بطولات “السوبر”، مثل:
- بايرن ميونخ رفض خوض كأس السوبر الأوروبي في 2020 بسبب الضغط الزمني
- برشلونة في إحدى السنوات فضّل التحضيرات على خوض كأس جواو جامبر
- لكن في جميع الحالات، لم يتم فرض عقوبات قاسية على الفرق المنسحبة عند وجود مبررات طبية أو فنية واضحة
قرار الهلال بالاعتذار عن كأس السوبر السعودي يشعل نقاشًا واسعًا بين الجوانب الفنية، التسويقية، والقانونية، وبين رغبة المدرب في حماية لاعبيه، وضغط المنظمين للحفاظ على صورة البطولة، يقف الجمهور في المنتصف بانتظار حسم رسمي، في كرة القدم الحديثة، لم تعد البطولات تدار بالأسماء فقط، بل بتوازن دقيق بين الراحة، الجدولة، والجاهزية، فهل تنجح محاولات الإقناع؟ أم تكتب البطولة هذا العام من دون الزعيم الأزرق؟